responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المزهر في علوم اللغة وأنواعها نویسنده : السيوطي، جلال الدين    جلد : 1  صفحه : 315
والإنسان سمِّي إنسانا لنِسْيانِه والبهيمة سمِّيت بهيمة لأنها أُبهِمَت عن العَقْل والتمييز من قولهم: أمر مُبْهَم إذا كان لا يُعرَف بابه (ويقال للشجاع بهمة لأن مُقاتله لا يدري من أي وجه يوقع الحيلة عليه) .
فإن قال قائل: لأي علة سمي الرجلُ رجلا والمرأةُ امرأة والمَوْصِلُ الموصل ودَعْد دَعْداً قلنا: لِعللٍ علِمَتْها العربُ وجَهِلْناها أو بعضَها فلم تَزُل عن العرب حكمةُ العلم بما لحقَنا من غموض العلة وصعوبة الاستخراج علينا.
وقال قطربٌ: إنما أوْقَعت العربُ اللَّفظتين على المعنى الواحدليدلوا على اتَّسَاعهم في كلامهم كما زَاحفوا في أجزاء الشعرليدلوا على أن الكلامَ واسعٌ عندهم وأن مذاهبَه لا تضيقُ عليهم عند الخطاب والإطالة والإطناب (وقولُ ابن الأعرابي هو الذي نذهب إليه للحجة التي دللنا عليها والبرهان الذي أقمناه فيه) .
وقال آخرون: إذا وقع الحرفُ على معنيين متضادين الأصل لمعنى واحد ثمَّ تداخل (الاثنان) على جهة الاتساعفمن ذلك الصريم يقال لليل صريم وللنهار صريملأن الليل يَنْصَرِمُ من النهار والنهارَ ينصرم من الليلفأصل المعنيين من باب واحد وهو القَطْع وكذلك الصارخُ: المُغِيث والصَّارِخُ المستغيث سمِّيا بذلك لأنَّ المغيثَ يصرخ بالإغاثة والمستغيث يصرخُ بالاستغاثة فأصلهما من باب واحد.
وكذلك السُّدفة: الظلمة والسدفة الضوءسميا بذلكلأن أصلَ السدفة الستر فكأنَّ النهار إذا أقبل ستر ضوْؤه ظلمةَ الليل وكأنَّ الليلَ إذا أقبل سترت ظلمتُه ضوء النهار.
وقال آخرون: إذا وقع الحرف على معنيين متضادين فمحال أن يكون العربيُّ أوقعَه عليهما بمساواة (منه) بينهما ولكن أحدَ المعنيين لحيٍّ من العرب والمعنى الآخر لحيٍّ غيره ثم سَمِع بعضُهم لغة بعض فأخذ هؤلاء عن هؤلاءوهؤلاء عن هؤلاء.
قالوا: فالجوْنُ الأبيض في لغة حيٍّ من العرب والجوْن الأسود في لغة حي آخرثم أخذ أحدُ الفريقين من الآخر كما قالت قريش: وحسب يحسب.
(و) أخبرنا أبو العباس عن سلمة عن الفراء قال: الكسائي: أخذوا

نام کتاب : المزهر في علوم اللغة وأنواعها نویسنده : السيوطي، جلال الدين    جلد : 1  صفحه : 315
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست