نام کتاب : بحوث ومقالات في اللغة نویسنده : رمضان عبد التواب جلد : 1 صفحه : 54
والحقيقة أن التاء لم تحذف للإضافة، كما يرى ذلك الطبري والفراء، وإنما حذفت لكراهة توالي المقاطع المتقاربة في الصفات.
وقد تحير: "نولدكه" Th. Noldeke في معنى هذه الآية، فظن فيها نوعا من القلب، وقال في الفصل الذي كتبه عن "لغة القرآن" في كتابه: "مقالات جديدة في علم اللغات السامية"[1]: "وهناك نوع من القلب في: من لعنه الله، وغضب عليه، وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت، فإن ترتيب الكلمات على حسب المعنى المراد يكون كالآتي: "من عبد الطاغوت ولعنه ... الخنازير"!!
16- ويشبه الآية القرآنية: عدا الأمر في قول زهير:
إن الخليط أجدوا البين فانجردوا ... وأخلفوك عدا الأمر الذي وعدوا2
فقد قال فيه الجوهري: "أراد: عدة الأمر، فحذف الهاء عند الإضافة"[3].
تلك هي معظم أمثلة ظاهرة كراهية توالي الأمثال في العربية. ولا تقتصر هذه الظاهرة على العربية وحدها، ففي الفصيلة السامية أمثلة [1] Neue Bitrage zur Semitischen Sprachwissens chaft, s 12.
2 الصحاح للجوهري "وعد" 1/ 548. [3] انظر كذلك: شرحان على مراح الأرواح 116 وألف باء للبلوي 1/ 426 واللسان "غلب" 2/ 143 "وعد" 4/ 477.
نام کتاب : بحوث ومقالات في اللغة نویسنده : رمضان عبد التواب جلد : 1 صفحه : 54