نام کتاب : بحوث ومقالات في اللغة نویسنده : رمضان عبد التواب جلد : 1 صفحه : 59
واصطلاح "الركام اللغوي" اصطلاح صنعناه نحن، قياسا على: "الركام الحجري"، ذلك الاصطلاح الجغرافي، الذي يعنون به تلك الأحجار، التي تجرفها السيول والانهيارات الثلجية، من مكان إلى مكان.
أما نحن فنعنى بمصطلحنا "الركام اللغوي" بقايا الظواهر اللغوية المندثرة؛ لأننا نعتقد أن الظاهرة اللغوية الجديدة، لا تمحو الظاهرة القديمة بين يوم وليلة، بل تسير معها جنبا إلى جنب مدة من الزمن، قد تطول وقد تقصر، وهي حين تتغلب عليها، لا تقضي على أفرادها قضاء مبرما، بل يتبقى منها بعض الأمثلة، التي تصارع الدهر، وتبقى على مر الزمن.
ومن أمثلة ذلك: مراحل تطور الأفعال المعتلة في اللغة العربية، وأخواتها اللغات السامية، فقد تركت بعض هذه المراحل ركاما لغويا في تلك اللغات هنا وهناك.
ونعني بالأفعال المعتلة ما كان منها "أجوف"، مثل، قال، وباع، وخاف، وطال أو ناقصا، مثل: دعا، وقضى، أو من نوع "اللفيف المقرون"، مثل روى، وهوى، فإن كل هذا الأفعال، وما شابهها، بصورتها التي ذكرناها هنا، تعد آخر مرحلة من مراحل تطورها في اللغات السامية.
أما أولى هذه المراحل، فإنها كانت: قول، وبيع، وخوف، وطول، ودعو، وقَضَى، ورَوَى، وهَوَى، على نمط الصحيح تماما. وهذه المرحلة بقيت كما هي في اللغة الحبشية[1]، في بعض الأفعال الجوفاء، وفي كل الأفعال الناقصة، أو من نوع اللفيف المقرون، مثال الأجوف فيها: [1] انظر: A. Dillmann, Grammatik der athiopischen sprache 163-165.
نام کتاب : بحوث ومقالات في اللغة نویسنده : رمضان عبد التواب جلد : 1 صفحه : 59