نام کتاب : بحوث ومقالات في اللغة نویسنده : رمضان عبد التواب جلد : 1 صفحه : 74
ولعل من هذا "الركام اللغوي" كذلك، ما وصل إلينا من نصب الجزأين بعد "ليت" في مثل قول عبد الله بن مسلم الهذلي:
لكنه شاقه أن قيل ذا رجب ... يا ليت عدة دهري كله رجبا1
وقول العجاج:
يا ليت أيام الصبا رواجعا2
وقول الشاعر:
ألا يا ليتني حجرا بوادٍ ... أقام وليت أمي لم تلدني3
ومن ذلك أيضا قولهم في الأمثال: "ليت القسي كلها أرجلا"[4]. ويقال إن نصب "ليت" للجزأين لغة لبني تميم[5]. ويقول ابن سلام: "وهي لغة لهم. سمعت أبا عون الحرماني يقول: ليت أباك منطلقا، وليت زيدا قاعدا"[6].
ولعل السرفي نصب الجزأين على هذا النحو، أن "ليت" أصلها: "رأيت"[7]، بدليل بقاء هذا الأصل، بعد تخفيف الهمز، في اللهجات العامية، إذ يقال في مصر مثلا: "يا ريتني غني! ". وقد قلبت راؤها لاما منذ زمن بعيد في الفصحى، وحمل التمني في معناها، على الترجي في "لعل"،
1 مجالس ثعلب 2/ 407 وانظر شرح أشعار الهذليين 2/ 910 والتمام لابن جني 168
2 ملحق ديوانه ق33/ 1 ص82 وطبقات فحول الشعراء 1/ 78 ولم ينسب في كتاب سيبويه 1/ 284 وخزانة الأدب 4/ 290 والتمام لابن جني 168.
3 همع الهوامع 1/ 134 والدرر اللوامع 1/ 112. [4] مجمع الأمثال للميداني 2/ 90 والمستقصي 2/ 302. [5] انظر: خزانة الأدب 4/ 291. [6] طبقات فحول الشعراء 1/ 78. [7] انظر: C. Brock elmann, Grundriss 1 137, 11 30.
نام کتاب : بحوث ومقالات في اللغة نویسنده : رمضان عبد التواب جلد : 1 صفحه : 74