نام کتاب : بحوث ومقالات في اللغة نویسنده : رمضان عبد التواب جلد : 1 صفحه : 81
الأصل إحداهما، ثم إنه استفاد الأخرى من قبيلة أخرى، وطال بها عهده، وكثر استعماله لها، فلحقت لطول المدة، واتصال استعمالها بلغته الأولى"[1].
كما يعيب ابن جني على اللغويين العرب أنهم "جمعوا أشياء على وجه الشذوذ عندهم، وادعوا أنها موضوعة في أصول اللغة على ما سمعوه بأخرة من أصحابها، وأُنْسُوا ما كان ينبغي أن يذكروه، وأضاعوا ما كان واجبا أن يحفظوه". ثم يقول بعد ذلك: "واعلم أن أكثر ذلك وعامته، إنما هو لغات تداخلت فتركبت. هكذا ينبغي أن يعتقد، وهو أشبه بحكمة العرب"[2].
ومن الأمثلة على ذلك في العربية الفصحى، ما نراه فيها من كلمات غير مهموزة في نصوصها، فمن المعروف أن الفصحى اتخذت طريق تحقيق الهمز، وهو الأمر الذي عرفته قبيلة "تميم" كذلك. كما روي لنا أن بعض القبائل العربية لم تكن تهمز في كلامها، ومنها قبيلة "قريش". قال أبو زيد الأنصاري: "أهل الحجاز وهذيل، وأهل مكة والمدينة لا ينبرون، وقف عليها عيسى بن عمر، فقال: ما آخذ من قول تميم إلا بالنبر، وهم أصحاب النبر، وأهل الحجاز إذا اضطروا نبروا"[3].
والنبر هو: الهمز، قال ابن منظور "والنبر: همز الحرف: ولم تكن قريش تهمز في كلامها. ولما حج المهدي، قدم الكسائي يصلي بالمدينة، فهمز فأنكر أهل المدينة عليه، وقالوا: تنبر في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، بالقرآن؟! "[4]. [1] الخصائص 1/ 372. [2] الخصائص 1/ 374-375. [3] مقدمة لسان العرب 1/ 14. [4] لسان العرب "نبر" 7/ 40.
نام کتاب : بحوث ومقالات في اللغة نویسنده : رمضان عبد التواب جلد : 1 صفحه : 81