نام کتاب : دراسات في فقه اللغة نویسنده : صبحي الصالح جلد : 1 صفحه : 206
على أنهما لاحظوا صورًا من القلب اللغوي فيما كان فوق الثلاثي، سواء أكان ثلاثيًّا مزيدًا، أم رباعيًّا مجردًا أو مزيدًا، أم خماسيًّا مما جرى على ألسنة العرب.
فمن القلب في مزيد الثلاثي: أذهب في مشيئته وأهبذ، وكلَّب الأسير وكبله، وأشفى على الأمر وأشاف عليه[1].
ومن القلب في الرباعي ما لا يتصور فيه عقلًا إلّا تقلبيان فقط، وهو الرباعي المكرر أو المضاعف[2]، ونحو: هجهجت السبع وجهجهت: صحت به وزجرته, دهدهت الشيء وهدهدته: حدرته من علو إلى سفل[4]. بكبكت الشيء وكبكبته: طرحت بعضه على بعض[5].
ومن الرباعي المقلوب ما يتصور تقليبه على عشرين وجهًا كلها محتملة عقلًا, ولكن السماع فيه لم يرد إلّا في تقليبين شائعين, كثيرًا ما يرتدان إلى اختلاف اللهجات العربية، أو إلى تضارب الأخبار، وأحيانًا إلى تصحيف السمع، ونادرًا إلى تصحيف النظر.
فلو راجعت في اللسام مادة "رهسم" لرأيتها كمادة "رهمس", تفيد الإتيان بطرف من الحديث، دون الإفصاح بجميعه, ولكن إحدى المادتين -واختر أيتهما شئت- يمكن أن تنقسم عقلًا إلى هذه التقاليب العشرين التي ينقلب عن كلِّ حرف من حروفها الأربعة خمسة أوجه:
أ- فعن الراء تنقلب هذه الأوجه الخمسة: "ر س م هـ", "ر س هـ م", "ر م س هـ", "ر هـ س م", "ر هـ م س". [1] الاشتقاق "أمين" 377. [2] فيشبه من هذه الناحية الثلاثي المضاعف, ولم ننس بعد أن الرباعي المضعف لا يزيد في نظر الثنائيين عن مقاطع ثنائي مكرر؛ لذلك لا تجيز القسمة العقلية فيه إلّا تقليبين فقط. [4] المخصص 14/ 27. [5] نفسه 1/ 126.
نام کتاب : دراسات في فقه اللغة نویسنده : صبحي الصالح جلد : 1 صفحه : 206