نام کتاب : دراسات في فقه اللغة نویسنده : صبحي الصالح جلد : 1 صفحه : 233
المد واللين، وما تكسب الشعر من النغم والتلحين[1]. ولكن هذه الصور من الإبدال -على خفتها وكثرتها وجريان اللسان بها- ولا ترتبط بالاشتقاق الأكبر من قريب ولا من بعيد، ولا يرضاها اللغويون شواهد على الإبدال الذي أخذوا به، وفرقوا بينه وبين الإعلال، وإنما يرضاها ويكثير منها الصرفيون الذين لم يروا بأسًا في عد الإعلال تابعًا للإبدال[2].
ولم يفت الصرفيين أن يفرقوا في الإبدال بين شائع مشهور ونادر لا ينقاس، فقد رأوا الشائع يكثر وقوعه في حروف لا تزيد على اثني عشر كالتي جمعها أبو علي القالي في قوله: "طال يوم أنجدته"[3].وجعلها بعضهم أربعة عشر حرفًا، وبلغ بها ابن مالك اثنين وعشرين[4]، وأراد ابن يعيش[5] أن يعلل حصرها في واحد من تلك الأعداد المذكورة، فرأى أن مراد الصرفيين استقراء الحروف التي كثر إبدالها واشتدت واشتهرت بذلك، ولم يريدوا أنه لم يقع البدل في شيء من الحروف سوى ما ذكر[6]. أما النادر الذي لا ينقاس، فقد لاحظ الصرفيون إمكان وقوعه في جميع حروف الهجاء. ولعلهم بإدراكهم هذه الحقيقة فتحوا الباب للغويين على مصراعيه حتى استكثروا في الإبدال من الغرائب [1] قارن بالمخصص 13/ 367. وانظر الأمثلة التي أوردها توضيحًا وتبيانًا. [2] قارن برأي أبي علي القالي "الذي ذكرناه ص219-217" حول التفرقة بين الإبدال اللغوي والإبدال الصرفي. [3] الأمالي 2/ 186. وقارن بما أوضحناه ص217. [4] قارن بشرح الأشموني 4/ 211. [5] هو يعيش بن علي بن يعيش، موفق الدين، أبو البقاء الأسدي، والاسم الذي غلب عليه وعرف به هو ابن يعيش، ويسميه بعضهم أيضًا ابن الصانع، بصاد مهملة ونون "كما في البغية 419" أحد كبار العلماء بالعربية، توفي بحلب سنة 643هـ بعد أن درس فيه كثيرًا. له شرح على كتاب "المفصل" للزمخشري. وهو مطبوع "قارن بالوفيات 2/ 341". [6] شرح المفصل 7.
نام کتاب : دراسات في فقه اللغة نویسنده : صبحي الصالح جلد : 1 صفحه : 233