نام کتاب : دراسات في فقه اللغة نویسنده : صبحي الصالح جلد : 1 صفحه : 249
أو كلمات التصقت أركانها الأساسية وما زال في الكلمة الجديدة حظ من معنى كل منها مثلما أن فيه حظا من حروفها وأصواتها.
ولقد اتفق أن استشهدنا بالسلدم والبلعوم، فكان الحرف المزيد تذييلًا في آخر الكلمتين، أو كانت أولاهما صفة والأخرى اسمًا، ولكن الحرف المزيد يقع أولًا ووسطًا، مثلما رأيناه يقع آخرًا، ثم يزاد بطريق النحت في الفعل، مثلما رأيناه مزيدًا في الصفة والاسم. وإذا ضممنا ما عرفناه من النحت بالنسب إلى اسمين كعبدري وعبقسي، إلى النحت في الاسم والصفة والفعل، كانت أنواع النحت الرئيسة لا تخرج عن هذه المصطلحات: نحت فعلي، ووصفي، واسمي، ونسبي[1]؛ وكأنما قسم ابن فارس النحت في رأيه هذه القسمة الرباعية حين استشهد في "المقاييس" و"الصاحبي" بمثال أو أكثر على كل واحد من هذه الأقسام الأربعة، وكأنه أيضًا لاحظ وظيفة الحرف المزيد المعبر تصديرًا وحشوًا وكسعًا، أو سبقًا وتوسطًا وإلحاقًا، حين قال في "المقاييس" خاصة: "ومن هذا الباب ما يجيء على الرباعي وهو من الثلاثي على ما ذكرناه، لكنهم يزيدون فيه حرفًا لمعنى يريدونه من مبالغة، كما يفعلون في زرقم[2] وخلبن[3]. ولكن هذه الزيادة تقع أولًا وغير أول[4]. ومن ذلك "البحظلة" ... ومن ذلك "البرشاع" ... " إلخ[5]. [1] انظرها مع أمثلتها في الاشتقاق والتعريب "للمغربي" ص13-14، وقارن بأصول النحو "للأفغاني" ص 126. [2] الزرقم: الشديد الزرق. [3] الخلبن في وصف امرأة: الخرقاء. [4] إنما استدرك على هذا النحو لأنه عاد مرة أخرى يستشهد بزيادة الميم في آخر "الخلبن"، على مثال استشهاده بالبلعوم والصلدم، والحرف المزيد فيها جميعًا قد وقع أخيرًا، مع أنه لاحظ إمكان وقوعه وسطًا وأول الكلمة، فكالن لزامًا عليه أن يصرح بهذا، وجاء تصريحه دقيقًا صحيحًا. [5] المقاييس 1/ 332.
نام کتاب : دراسات في فقه اللغة نویسنده : صبحي الصالح جلد : 1 صفحه : 249