نام کتاب : دراسات في فقه اللغة نویسنده : صبحي الصالح جلد : 1 صفحه : 265
الاشتقاب الكبار، وانطلقوات يؤيدون "شرعية" ذلك التوسع اللغوي بما يحفظونه من الكلمات الفصيحات المنحوتات. فهذا الإمام النحوي المشهور الظهير بن الخطير النعماني[1]، من علماء القرن الهجري السادس، يملي من حفظه في نحو عشرين ورقة "كتاب تنبيه البارعين على المنحوت من كلام العرب"، عندما سأله الشيخ أبو الفتح عثمان بن عيسى النحوي البلطي[2] عما وقع في ألفاظ العرب على مثال "شقحطب3".
وإذا قرأنا في "معجم الأدباء" قصة الظهير هذه[4]، ثم رأينا السيوطي "المتوفى سنة 911هـ" يحكيها في "المزهر"[5]، ووجدناه حريصًا في "باب النحت" خاصة على أن يقول: "معرفته من اللوازم"[6] أردكنا مدى اهتمام الناس بالبحث عن هذه الوسيلة للتوسع والتوسيع، وشعورهم بضرورة استخدامها وتجديدها وتأصيل أصولها؛ لئلا يبطل سحرها ويكتب عليها الممات. [1] جاء في "المزهر 1/ 482" العماني، تطبيعًا أو سهوًا، وإنما هو النعماني، فقد كان يكتب على كتبه في فتاويه "الحسن النعماني" فسأله تلميذه أبو جعفر محمد بن عبد العزيز الإدريسي عن هذه النسبة فقال: أنا نعماني، أنا من ولد النعمان بن المنذر، ومولدي بقرية ترعف بالنعمانية. وكان الظهير النعماني عالمًا بفنون من العلم، كان قارئًا بالعشر والشواذ، عالمًا بتفسير القرآن وناسخه ومنسوخه، والفقه والكلام والمنطق، مبرزًا في اللغة والنحو ورواية أشعار العرب وأيامها. وقد عرف بلقب الظهير، أما اسمه الكامل فهو الحسن بن الخطير بن أبي الحسين، وقد توفي سنة 598هـ "ترجمته في معجم الأدباء 8/ 100-108 دار المأمون، وبغية الوعاة 219". [2] جاء في "المزهر 1/ 482 أيضًا" الملطي بالميم، وإنما هو البلطي بالباء، وكان شيخ الناس يومئذ بالديار المصرية.
3 معجم الأدباء 8/ 102-103. [4] وقد ذكر ياقوت أن الذي حدثه بهذه القصة وبجميع أخبار الظهير تلميذه الشريف أبو جعفر الإدريسي "الذي سبق ذكره" سنة 612هـ بالقاهرة. [5] المزهر 1/ 482-483. [6] نفسه 1/ 482.
نام کتاب : دراسات في فقه اللغة نویسنده : صبحي الصالح جلد : 1 صفحه : 265