نام کتاب : دراسات في فقه اللغة نویسنده : صبحي الصالح جلد : 1 صفحه : 322
جـ- الكف عن استعمال اللفظ المعرب إذا كان له اسم في لغة العرب، إحياء للفصيح وقتلًا للدخيل. ولقد عقد السيوطي فصلًا في المزهر للمعرب الذي له اسم في لغة العرب[1]، نقل فيه أمثلة من كتب اللغة المختلفة تشهد بأن العرب عرفت مثلًا في لسانها الصرفان قبل أن تعرب "الأرزرز" بالرصاص[2]، والمَغْد قبل أن تعرب الباذنجان[3]، والحُرُض قبل الأشنان[4]. والفصل الذي عقده الثعالبي[5] في فقه اللغة للأسماء التي تفرت بها الفرس، يؤكد أن طائفة من تلك الأسماء عربتها العرب أو تركتها كما هي[6]، ولكنها غالبًا مما له اسم في لسان العرب رغم تعريبها إياه[7]. فلنقتل الأعجميات الذميمات باستعمال العربيات الفصيحات.
د- أن نحاول -كلما اضطررنا إلى التعريب- أن ننزل اللفظ المعرب على أوزان العربية، حتى يكون عربيًّا أو بمنزلته. ولقد كان أهل اللغة يتصرفون في الكلمة المعربة ويُعْمِلُون مباضع الاشتقاق في بنيتها، فقالوا في زنديق: زندقة وتزندق، وفي سردق: بيت مسردق، وفي [1] المزهر 1/ 283. [2] الرواية هنا عن ابن درستويه في "شرح الفصيح" انظر المزهر 1/ 284. [3] عن أمالي ثعلب. قارن بالمزهر 1/ 284. [4] عن "صحاح" الجوهري. وقارن بالمزهر 1/ 283. [5] الثعالبي هو عبد الملك بن محمد، أبو منصور. نسب إلى صناعته إذ كان يخيط جلود الثعالب. أحد أئمة اللغة والأدب في عصره. طبع له الكثير من تصانيفه، وأشهرها " فقه اللغة وسر العربية" و"يتيمة الدهر" و"لطائف المعارف". ومن كتبه المخطوطة الجديرة بالنشر "غرر البلاغة" و"يواقيت المواقيت" و"المتشابه" و"المقصور والممدود". توفي الثعالبي سنة 429هـ. "الوفيات 1/ 290". [6] انظر فقه اللغة "للثعالبي" فصل في سياقه أسماء تفردت بها الفرس دون العرب، فاضطرت العرب إلى تعريبها أو تركها كما هي "ص253-255". [7] مثلًا: السكرجة تسمى عند العرب الثقوة "المزهر 1/ 283" والياسمين يسمى "السمسق" والباذنجان "الأنب" والنرجس "العبهر". نفسه 1/ 284.
نام کتاب : دراسات في فقه اللغة نویسنده : صبحي الصالح جلد : 1 صفحه : 322