-علم الإنسان- في الوقوف على نشأة الفصيلة الإنسانية، ونشأة مراكز اللغة عند الإنسان, ونشأة أجهزة السمع والنطق، والتطورات التي اجتازتها الفصيلة الإنسانية فيما يتعلق بالتكوين الجسمي, وعلى الأخص تكوين أعضاء السمع والنطق، وفي الوقوف على قوانين الوراثة, وانتقال الصفات الجسمية من الأصول إلى الفروع، وبيان أثر هذه الظواهر كلها, وما إليها في اللغة الإنسانية نشأتها وانتشارها وتطورها[1].
وحماديّ القول: إن علم اللغة يتصل بكل طوائف العلوم؛ غير أن صلته بأفراد فصيلته، ونعني بها: العلوم الاجتماعية، أشد من صلته بالطوائف الأخرى, على أن ما يصدق على علم اللغة بهذا الصدد، يصدق على ما عداه من العلوم؛ فالمعارف الإنسانية كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضًا.
هذا، وتشتد حاجة علم اللة إلى الطبيعة والفييولوجيا والتشريح واالأنتروبولوجيا في بحوثه الخاصة بالأصوات -شعبة الفونيتيك[2]، على حين أن حاجته إلى الاجتماع وعلم النفس والتاريخ والجغرافيا تشتد في بحوثه المتعلقة بالدلالة -شعبة السيمنتيك[3], والمتعلقة بحياة اللغة[4].. وما إلى ذلك. [1] لم يفكر علماء اللغة في الاستعانة بعلوم الطبيعة والفيزيولوجيا والتشريح والبيولوجيا والأنتروبولوجيا إلّا منذ عهد قريب. [2] انظر موضوع هذه الشعبة بصفحة 7, رقم 3. [3] انظر موضوع هذه الشعبة بصفحة 7, رقم 4, والصفحات التالية لها. [4] انظر موضوع هذه البحوث في صفحة 7, رقم2.
9- مناهج البحث في علم اللغة:
يراد بمناهج البحث الطرق التي يسير عليها العلماء في علاج المسائل, والتي يصلون بفضلها إلى ما يرمون إليه من أغراض, وقد تقدم لك أن العلوم تتفق جميعها في اتجاهاتها الأساسية وفي وجهة