نام کتاب : مناهج البحث في اللغة نویسنده : تمام حسان جلد : 1 صفحه : 90
ويقابل الإطباق "Velarization" التغوير "Palataliaziton"، والتغوير الميل بالصوت ذي المخرج، الذي خلف الغار إلى أن ينطق في الغار، أو أقرب ما يكون إليه، فصوت الكاف المجاور لأحد أصوات الكسرة مغور في لهجة العراق، كما في قولهم: "فيك" و"ركيك" وفي اللغة الفارسية، كما في قولهم "حاكم"، وحتى صوت "ch"، في الألمانية يقسمونه إلى نطق مغور "jout ich"، وآخر غير مغور ويسمى "jout ach"، فأنت ترى أن مخارج الأصوات، وصفاتها أساس ينبني عليه التفريق بينها، من حيث مكان كل منها في المنظمة التشكيلية التي تسمى بالأبجدية، وليس الإطباق السبب الأول والأخير في ظاهرة التفخيم، بل هو أحد عنصري هذه الظاهرة.
أما العنصر الآخر من عناصر التفخيم، فهو التحليق Pharyngalization" وهو قرب مؤخر اللسان من الجدار الخلفي للحلق، نتيجة لتراجع اللسان بصفة عامة، فالتفخيم إذا ظاهرة أصواتية ناتجة عن حركات عضوية، تغير من شكل حجرات الرنين بالقدر، الذي يعطي الصوت هذه القيمة الصوتية المفخمة، أما التغوير فنتيجته قيمة أصواتية مرفقة ترقيقا عظيما، كما في الأمثلة التي ذكرناها.
أصوات العربية الفصحى:
قلنا: إن الصوت غير الحرف؛ ومن المعروف أن حروف الهجاء الصحيحة في العربية الفصحى ثمانية وعشرون، وأن حروف العلة ثلاثة، لكل منها كميتان، إحداهما قصير أو حركة، والثانية طويلة أو لين، فمجموع الحروف في العربية الفصحى واحد وثلاثون حرفا بناء على هذا الفهم، أما أصوات العربية الفصحى فأكثر من ذلك؛ وسنحاول هنا أن ندرس الأصوات الصحيحة، دراسة مختصرة بقدر ما تسمع المسافة المخصصة في هذا الكتاب، وسنرى في الجدول الموضح لهذه الدراسة أن كل صوت من هذه الأصوات، له مكانه من رقعة الجدول، وأن هذا المكان تحدد عوامل عضوية نسميها أمكنة النطق، وأخرى
صوتية نسميها صفات الأصوات، وسيكون تناولنا لهذه الأصوات مرتبا على
أساس عضوي، بالإضافة
نام کتاب : مناهج البحث في اللغة نویسنده : تمام حسان جلد : 1 صفحه : 90