نام کتاب : الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي نویسنده : الأزهري، أبو منصور جلد : 1 صفحه : 44
وغسل بالتشديد وكذلك بكر وبكر يجوز فيهما التخفيف والتثقيل فمن خفف غسل فهو كنايه عن مجامعة الرجل أهله يقال: غسلها وغسلها اذا: جامعها ويقال: فحل غسله ومغسل إذا كان كثير الضراب ومن رواة غسل بالتشديد أراد غسله أعضاءه غسلا بعد غسل. ومن روى بكر بالتخفيف فمعناه خروجه من بيته باكرا ومن روى بكر بالتشديد فهو اتيان الصلاة لاول وقتها والمبادره اليها وكل من اسرع إلى شيء فقد بكر إليه وكذلك جاء في الحديث: "بكروا بصلاة المغرب" 1 أي: صلوها عند غروب الشمس وهو اول وقتها وقيل لاول ما يدرك من الفواكه باكورة لمجيئه في اول الوقت ومعنى ابتكر: أي ادرك أو الخطبه كما يقال: ابتكر بكرا إذا نكحها في اول ادراكها وكان أبا عذريتها.
وقوله: "واستمع ولم يلغ" أي: استمع إلى الخطيب ولم يشتغل بغيره. واللغو في كلام العربي على وجهين:
أحدهما: فضول الكلام وباطله الذي يجري على غير عقد ومنه: لغو اليمين وهو أن يقول: لا والله وبلى والله يصل به كلامه على غير عقد يمين وهو قول عائشه رضي الله عنها.
وروى عن سلمان - رضي الله عنه - أنه قال: يثبطهم عن التهجد2 النوم في آخر الليل فلم يجتهدوا أول الليل مهدته لآخره معناه أن القوم إذا اجتمعوا في أول الليل يسمرون ويهجرون فيما لا يعنيهم غلبهم النوم في آخر الليل فلم يتهجدوا ولهذا حذر عمر - رضى الله عنه - من السمر بعد العتمه لئلا يثبطهم النوم في آخره عن التهجد والصلاة.
والوجه الآخر: من اللغو ما كان فيه مأثم ورفث وفحش وقال قتاده في قوله تعالى:
1- أخرجه أحمد في مسنده بنحوه بلفظ: "بادروا بصلاة المغرب قبل طلوع النجم" من حديث أبي أيوب الأنصاري. 5/415 وهو حديث حسن.
2- يبدوا أن بالمخطوط سقط وتكون العبارة هكذا: "يثبطهم عن التهجد, أي: يحسبهم ويعوقهم عن التهجد حتى يغلبهم النوم في آخر الليل" والله أعلم.
نام کتاب : الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي نویسنده : الأزهري، أبو منصور جلد : 1 صفحه : 44