نام کتاب : الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي نویسنده : الأزهري، أبو منصور جلد : 1 صفحه : 51
الليل ثم قالوا لصلاة العشاء عتمة لأنها تؤدى في ذلك الوقت.
وأما قوله عز وجل: {أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إلى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ} 1 فانه امر باول الصلوات الخمس في هذه الآية كما أمر به في الاية التي فسرناها قبلها. فدلوك الشمس زوالها وهو وقت الظهر وقيل دلوكها غروبها والذي عندى فيه انه جعل الدلوك وقتا لصلاتي العشى وهما الظهر والعصر كما جعل احد طرفي النهار وقتا لهما. وفي هاتين الايتين اوضح الدليل على أن وقتهما واحد كما روى ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم صلاهما في وقت واحد من غير خوف ولا سفر فقال مالك: أرى ذلك كان في مطر. وقوله: {إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ} يريد وقت صلاتي المغرب والعشاء الاخره وهذا دليل على أن وقتهما واحد في الضرورات والغسق ظلمة الليل وقد غسق يغسق أي أخر الأذان إلى أن يغسق الظلام على الأرض وأراد بقران الفجر سماها قرآنا لأن القرآن يقرأ فيها وهذا من أبين الدليل على وجوب القراءة في الصلاة والفجر سمى فجرا لانفجار الصبح وهما فجران فالاول منهما مستطيل في السماء يشبه بذنب السرحان وهو الذئب لأنه مستدق صاعد غير معترض في الافق وهو الفجر الكاذب الذي لا يحل أداة صلاة الصبح فيه ولا يحرم الاكل على الصائم.
وأما الفجر الثاني فهو المستطير الصادق سمي مستطيرا لانتشاره في الافق قال الله عز وجل: {وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً} 2 أي منتشرا فاشيا ظاهرا.
وأما قوله عز وجل: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} 3 فان الخيط الأسود هو الفجر الأول الذي يقال له الكاذب سمي أسود لاسوداد الأفق حوالي الخيط المستدق صاعدا.
1- سورة الإسراء, الآية 78.
2- سورة الإنسان الآية 7.
3- سورة البقرة, الآية 187.
نام کتاب : الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي نویسنده : الأزهري، أبو منصور جلد : 1 صفحه : 51