نام کتاب : الزاهر في معاني كلمات الناس نویسنده : ابن الأنباري جلد : 1 صفحه : 327
وقال الفراء [23] : ويجوز أن يكون المعنى: في أيكم المفتون، فتكون الباء بمعنى في. ويجوز أن تكون الباء زائدة للتوكيد. والمعنى: أيكم المفتون.
قال أبو بكر: وقال لي إدريس [24] : سألت سَلَمَة فقلت: أتجيز: بأَيُّكم المفتون، برفع أي؟. فقال: أجيزه. واحتج بقول الشاعر [25] :
(أباهلَ لو أنَّ الرجالَ تبايعوا ... على أيُّنا شرٌّ قَبيلاً وألأَمُ)
قال أبو بكر: معنى الرفع عندي أنه أضمر النظر، ورفع أياً بما [26] بعدها. كأن المعنى: فستبصر ويبصرون بأن تنظروا أيّكم المفتون.
وكذلك معنى البيت: على أن تنظروا أينا، والنظر لا يعمل في أي، لأنه من دلائل الاستفهام.
[قال أبو بكر: إنما لم يعمل النظر والافعال التي بمنزلته في " أي " لأن أياً حرف استفهام مخالطة للألف وما بعد الألف، والاستفهام لا يعمل ما قبله فيما بعده.
من ذلك قوله عز وجل: {لنعلم أيُّ الحزبَيْنِ} [27] رفع " أيّاً " لأن المعنى: لنعلم أهذا أحصى أم هذا، فكانت " أي " بمنزلة ألف الاستفهام والاسم الذي بعده، فلم يجز أن يعمل ما قبلها فيها، فرفع بها ما بعدها، فكانت " أيّ " مرفوعة بأحصى، وأحصى بها] [28] . [23] معاني القرآن 3 / 173. [24] هو إدريس بن عبد الكريم، روى عن سلمة. (الأنباه: 2 / 56) . [25] لم أقف عليه. في الأصل: قتيلا. [26] ل: ما. [27] الكهف 12. [28] من ل.
نام کتاب : الزاهر في معاني كلمات الناس نویسنده : ابن الأنباري جلد : 1 صفحه : 327