responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الكليات نویسنده : الكفوي، أبو البقاء    جلد : 1  صفحه : 110
أظهر وَرفع حِجَابا من الْحجب عَن وَجه الْكِبْرِيَاء وكشف شَيْئا من سبحات العظمة والْعَلَاء فَكل أَخْبَار الصِّفَات تجليات إلهية وكشوف جلية عقل من عقل وَجَهل من جهل، فَلَا تبعد عَن الله بالتشبيه وَقد قرب مِنْك، وَلَا تَفِر مِنْهُ بالتعطيل وَقد دنا إِلَيْك أطلق لِسَان الاسْتوَاء وَأعْرض عَن الْكَيْفِيَّة، وَهَكَذَا سَائِر الصِّفَات، فَهُوَ سُبْحَانَهُ بِمَا تجلى لِعِبَادِهِ بِهَذَا الْإِخْبَار ظَاهر، وَبِمَا قصرت الْعُقُول عَن إِدْرَاك كنهها وكيفيتها بَاطِن فَلَا ينْكَشف من عظم شَأْنه مَا بطن وَلَا يتشف من علو سُلْطَانه مَا انكمن]
الاستطراد: هُوَ سوق الْكَلَام على وَجه يلْزم فِيهِ كَلَام آخر وَهُوَ غير مَقْصُود بِالذَّاتِ بل بِالْعرضِ، من (استطراد الْفَارِس فِي جريه فِي الْحَرْب) وَذَلِكَ أَن يفر من بَين يَدي الْخصم يُوهِمهُ الانهزام ثمَّ يعْطف عَلَيْهِ، وَهُوَ ضرب من المكيدة
وَفِي الِاصْطِلَاح: أَن يكون فِي غَرَض من أغراض الشّعْر يُوهم أَنه يسْتَمر فِيهِ ثمَّ يخرج مِنْهُ إِلَى غَيره لمناسبة بَينهمَا
وَلَا بُد من التَّصْرِيح باسم المستطرد بِهِ بِشَرْط أَن يكون قد تقدم لَهُ ذكر ثمَّ يرجع إِلَى الأول وَيقطع الْكَلَام فَيكون المستطرد بِهِ آخر كَلَامه
وَهَذَانِ الْأَمْرَانِ معدومان فِي التَّخَلُّص فَإِنَّهُ لَا يرجع إِلَى الأول وَلَا يقطع الْكَلَام بل يسْتَمر فِيمَا تخلص إِلَيْهِ كَقَوْلِه:
(لَهَا برص بِأَسْفَل إسكتيها ... كعنفقة الفرزدق حِين شَابًّا)

وَحسن التَّخَلُّص والاستطراد: من أساليب الْقُرْآن الْجَلِيل وَقد خرج على الاستطراد قَوْله تَعَالَى: {لن يستنكف الْمَسِيح أَن يكون عبدا لله وَلَا الْمَلَائِكَة المقربون} فَإِن أول الْكَلَام رد على النَّصَارَى الزاعمين بنوة الْمَسِيح، ثمَّ استطرد الرَّد على الْعَرَب الزاعمين بنوة الْمَلَائِكَة
وَمِنْه أَيْضا قَوْله تَعَالَى: {أَلا بعدا لمدين كَمَا بَعدت ثَمُود}
وَمِنْه تَغْيِير الضَّمِير إِلَى الْجمع بعد التَّثْنِيَة وَلَو كَانَت الْقِصَّة وَاحِدَة، كَقَوْلِه تَعَالَى: {جعلا لَهُ شُرَكَاء فِيمَا آتاهما فتعالى الله عَمَّا يشركُونَ} فَإِن مَا بعد قصَّة ابْني آدم كمخلص إِلَى قصَّة الْعَرَب وإشراكهم الْأَصْنَام فَيكون من الْمَوْصُول لفظا والمفصول معنى
[وَمن هَذَا الْقَبِيل قَوْله: {فَمَاذَا تأمرون} فَإِنَّهُ قَول فِرْعَوْن {أَن يخرجكم من أَرْضكُم} قَول الْمَلأ
و {أَنا راودته عَن نَفسه وَإنَّهُ لمن الصَّادِقين} قَول زليخا
و {ذَلِك ليعلم أَنِّي لم أخنه بِالْغَيْبِ} كَلَام يُوسُف
و {إِن الْمُلُوك إِذا دخلُوا قَرْيَة أفسدوها وَجعلُوا أعزة أَهلهَا أَذِلَّة} كَلَام بلقيس

نام کتاب : الكليات نویسنده : الكفوي، أبو البقاء    جلد : 1  صفحه : 110
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست