responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الكليات نویسنده : الكفوي، أبو البقاء    جلد : 1  صفحه : 473
يكون مَأْكُولا
[وَفِي " التَّبْصِرَة ": يَقع عندنَا على الْغذَاء وَالْملك جَمِيعًا، وَفِي " الْكِفَايَة ": يَقع عندنَا على الْملك والمدد الَّذِي يصل إِلَى العَبْد بِوَاسِطَة، وَيدل على أَن الرزق لَا يخْتَص بالمتربي بِهِ أَنه مَأْمُور بِالْإِنْفَاقِ من الرزق، وَلَيْسَ كَذَلِك المتربي بِهِ والرزق]
وَلَا يتَنَاوَل الْحَرَام عِنْد الْمُعْتَزلَة، بِدَلِيل قَوْله تَعَالَى: {وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفقُونَ} فَإِن إِنْفَاق الْحَرَام بمعزل عَن إِيجَاب الْمَدْح وَتمسك أَصْحَابنَا بشمول الرزق للْحَلَال وَالْحرَام بِحَدِيث: " وَالله لقد رزقك الله حَلَالا طيبا فاخترت مَا حرم الله عَلَيْك من رزقه مَكَان مَا أحل لَك من حَلَاله، [وَاسْتِحْقَاق الْعقَاب على سَوَاء الِاخْتِيَار وَمُخَالفَة الْأَمر فِي الطّلب من وُجُوه الْحل بالأسباب الَّتِي جعلت فِي أَيدي الْعباد]
وَبِأَنَّهُ لَو لم يكن رزقا لم يكن المتغذي بِهِ طول عمره مرزوقا وَقد قَالَ الله تَعَالَى: {وَمَا من دَابَّة فِي الأَرْض إِلَّا على الله رزقها} وَلما كَانَ فَائِدَة زَائِدَة لذكر الْحَلَال فِي قَوْله تَعَالَى: {وكلوا مِمَّا رزقكم الله حَلَالا طيبا} والرزق الْحَاصِل للعباد باختيارهم كحصوله بالتجارات وَقبُول الهبات وَالصَّدقَات والغصوب والسرقات وَغير ذَلِك، أَو بِغَيْر اختيارهم كحصوله بالأرث، فَهَذِهِ الْأَفْعَال كلهَا مخلوقة لله تَعَالَى، فَكَانَ الْحَاصِل بهَا أَيْضا مخلوقا لله تَعَالَى
والرزاق لَا يُقَال إِلَّا لله تَعَالَى، والرزاق يُقَال لخالق الرزق ومعطيه والمسبب لَهُ، وَهُوَ الله تَعَالَى وَيُقَال للْإنْسَان الَّذِي يصير سَببا فِي وُصُول الرزق، رَازِق لَهُ
[وَاعْلَم: المقدورات المختصة بالكليات محصورة فِي أَرْبَعَة أَشْيَاء وَهِي: الْعُمر والرزق وَالْأَجَل والسعادة والشقاوة، لَيْسَ للْإنْسَان وَغَيره فِي ذَلِك قصد وَلَا عمل وَلَا سعي، بل ذَلِك نتيجة قَضَاء الله وَقدره بِمُوجب علمه السَّابِق الثَّابِت الحكم أزلا وأبدا، الْمُقْتَضِي تعلقه بالمعلوم، وَلِهَذَا نهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أم حَبِيبَة عَن الدُّعَاء فِيهِ، بِخِلَاف المقدورات المختصة بالجزئيات التفصيلية فَإِن حُصُول بَعْضهَا للْإنْسَان قد يتَوَقَّف على أَسبَاب وشروط، وَرُبمَا كَانَ الدُّعَاء وَالْكَسْب وَالسَّعْي والتعمل من جُمْلَتهَا، بِمَعْنى أَنه لم يقدر حُصُوله بِدُونِ ذَلِك الشَّرْط أَو الشُّرُوط، وَلِهَذَا بعد مَا نهاها حرضها على طلب الْإِجَارَة من عَذَاب الْقَبْر وَالنَّار
ثمَّ الرزق وَالْأَجَل مخصصان من عُمُوم قَوْله تَعَالَى: {يمحو الله مَا يَشَاء وَيثبت} وَالْمرَاد بِالزِّيَادَةِ والحرمان فيهمَا لازمهما من الْخَيْر وَالْبركَة والراحة وَعدمهَا، فالكسب يزِيد المَال وَلَا يزِيد الرزق، وَترك الْكسْب ينقص المَال وَلَا ينقص الرزق، وَكَذَلِكَ الطَّاعَات تزيد الدَّرَجَات وَلَا تزيد الْإِيمَان، وَترك الطَّاعَات ينقص الدَّرَجَات وَلَا ينقص الْإِيمَان، وَيَقُول الْبَعْض: لَو لم أكتسب لما وجدت الرزق، وَبَعْضهمْ يَقُول: لَو تركت الْكسْب لوجدت مَا وجدت بالرزق، وَبَعْضهمْ يَقُول: هَذَا من الله وَمن كسبي، فَالْأول مشْعر بالاعتزال، وَلَا

نام کتاب : الكليات نویسنده : الكفوي، أبو البقاء    جلد : 1  صفحه : 473
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست