responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الكليات نویسنده : الكفوي، أبو البقاء    جلد : 1  صفحه : 746
الْجِنْس وَالنَّوْع والفصل والخاصة وَالْعرض الْعَام
فالجنس كالحيوانية، وَالنَّوْع كالإنسانية، والفصل كالناطقية، وَلَا يُرِيدُونَ بالناطقية مَا يفهمهُ عوام النَّاس من أَنه النُّطْق بالْكلَام، وَإِنَّمَا يُرِيدُونَ بهَا الْقُوَّة المفكرة، فعلى هَذَا دخل الْأَخْرَس والطفل فِي حد الْإِنْسَان، وَخرج عَنهُ الببغاء والناطق: هُوَ فصل الْإِنْسَان عَن سَائِر الْحَيَوَان والخاصة كالكتابة لِأَنَّهَا تخص بِبَعْض النَّوْع وَالْعرض الْعَام كالضاحكية لِأَنَّهَا عَامَّة بِجَمِيعِ النَّوْع، وَلِهَذَا كَانَ التَّعْرِيف فِي الْحُدُود بِالْجِنْسِ الْقَرِيب والخاصة مطردا غير منعكس
ثمَّ الْكُلِّي إِن كَانَ مندرجا فِي حَقِيقَة جزئياته يُسمى ذاتيا كالحيوان بِالنِّسْبَةِ إِلَى زيد وَعَمْرو مثلا إِذْ هُوَ جُزْء حقيقتهما، وَإِن لم ينْدَرج بل كَانَ خَارِجا عَن الْحَقِيقَة يُسمى عرضا كالكاتب مثلا فَإِنَّهُ لَيْسَ بداخل فِي حَقِيقَة زيد وَعَمْرو، وأيا مَا كَانَ فَهُوَ عبارَة عَن مَجْمُوع الْحَقِيقَة فَلَا يُسمى ذاتيا وَلَا عرضيا بل وَاسِطَة ونوعا كالإنسان فَإِنَّهُ عبارَة عَن مَجْمُوع الْحَقِيقَة من جنس وَفصل وَهِي الحيوانية والناطقية
والكلي إِمَّا أَن يكون تَمام مَا تَحْتَهُ من الجزئيات أَو مندرجا فِيهَا أَو خَارِجا عَنْهَا
فَالْأول: النَّوْع وَهُوَ الْمَقُول على كثيرين مُخْتَلفين بِالْعدَدِ فِي جَوَاب أَي نوع هُوَ كالإنسان بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْحَيَوَان
وَالثَّانِي: الْجِنْس إِن كَانَ مقولا على كثيرين مُخْتَلفين بِالْحَقِيقَةِ فِي جَوَاب مَا هُوَ كالحيوان للْإنْسَان، والفصل إِن كَانَ مقولا على كثيرين متفقين بِالْحَقِيقَةِ كالناطق
وَالثَّالِث: إِن كَانَ مقولا على متفقين بِالْحَقِيقَةِ فالخاصة كالضحك وَإِن كَانَ مقولا على مُخْتَلفين بِالْحَقِيقَةِ فالعرض الْعَام كالمتحرك
والكلي إِن اسْتَوَت أَفْرَاده فِيهِ كالإنسان بِالنِّسْبَةِ إِلَى أَفْرَاده فمتواطئ لتواطؤ أَفْرَاد مَعْنَاهُ فِيهِ، وَإِن كَانَ بعض مَعَانِيه أولى بِهِ من الْبَعْض كالبياض فِي الثَّلج والعاج، أَو أقدم من الْبَعْض كالوجود فِي الْوَاجِب والممكن فمشكك لتشكيك النَّاظر فِي أَنه متواطئ نظرا إِلَى جِهَة اشْتِرَاك الْأَفْرَاد فِي أصل الْمَعْنى، أَو غير متواطئ نظرا إِلَى الِاخْتِلَاف، وَإِن تعدد اللَّفْظ وَالْمعْنَى كالإنسان وَالْفرس فمتباين أَي: أحد اللَّفْظَيْنِ مباين للْآخر لتباين مَعْنَاهُمَا وَإِن اتَّحد الْمَعْنى دون اللَّفْظ كالإنسان والبشر فمترادف لترادفهما أَي لتواليهما على معنى وَاحِد، وان اتَّحد اللَّفْظ دون الْمَعْنى كَالْعَيْنِ فمشترك لاشتراك الْمعَانِي فِيهِ
وَقد يُطلق الْكُلِّي على الصُّورَة الْعَقْلِيَّة، وَمعنى مطابقته لكثيرين هُوَ أَن الْأَمر الْعقلِيّ إِذا تشخص بتشخص جزئي معِين كَانَ ذَلِك الجزئي بِعَيْنِه، وَإِن جرد ذَلِك الجزئي عَن مشخصاته كَانَ ذَلِك الْأَمر الْكُلِّي بِعَيْنِه
وَقد يُطلق على الْأَمر الْمَوْجُود فِي ضمن الشَّخْص
أَعنِي الْجِنْس والفصل وَالنَّوْع، فَمَعْنَى مطابقته لكثيرين وجوده فِي ضمن كل من جزئياته بِوَاسِطَة تكَرر الْوُجُود فِي ضمن الجزئيات
والكلي قبل الْكَثْرَة: هُوَ كالحقائق الْكُلية ثبوتا فِي الْعلم الأزلي، ومطابقته لكثيرين هِيَ مطابقته لمجموع الجزئيات لِأَنَّهُ عينه، وَإِنَّمَا حصل التَّعَدُّد والتكثر بِسَبَب التكرر الشخصي نَظِير ذَلِك مُطَابقَة الشَّمْس لجَمِيع الصُّور المرتسمة فِي المرايا المتجاذبة
والكلي مَعَ الْكَثْرَة: هُوَ الْحَقَائِق الْكُلية تحققا فِي الْأَعْيَان، ومطابقته لكثيرين هِيَ مطابقته لكل وَاحِد

نام کتاب : الكليات نویسنده : الكفوي، أبو البقاء    جلد : 1  صفحه : 746
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست