نام کتاب : المطلع على ألفاظ المقنع نویسنده : البعلي، شمس الدين جلد : 1 صفحه : 514
وركب، الفرس والبعير والحمار، والبغلة وأردف على ناقة، وعلى حمار ولا يدع أحدًا يمشي خلفه.
وعصب على بطنه الحجر من الجوع، وفراشه من أدم حشوه ليف، وكان متقللًا من أمتعة الدنيا كلها، وقد أعطاه الله مفاتيح خزائن الأرض كلها فأبى أن يأخذها، واختار الآخرة عليها.
وكان كثير الذكر دائم الفكر، جُلُّ ضحكه التبسُّمُ.
ويحب الطيب، ويكره الريح النتنة.
ويمزح ولا يقول إلا حقا، ويقبل عذر المعتذر.
وكان كما وصفه الله تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} [1] الآية.
وكانت معاتبته تعريضًا، ويأمر بالرفق ويحث عليه وينهى عن العنف، ويحث على العفو والصفح، ومكارم الأخلاق.
وكان مجلسه مجلس حلم وحياء وأمانة وصيانة وصبر وسكينة، لا ترفع فيه الأصوات، ولا تؤبن فيه الحرم، أي: لا تذكر فيه النساء، يتعاطفون فيه بالتقوى ويتواضعون، ويوقر الكبار ويرحم الصغار، ويؤثرون المحتاج، ويخرجون أدلة على الخير، وكان يتألف أصحابه ويكرم كريم كل قوم، ويوليه عليهم، ويتفقد أصحابه، ولم يكن فاحشًا ولا متفحشًا ولا يجزي: السيئة، ولكن يعفو ويصفح، ولم يضرب خادمه ولا امرأة ولا شيئًا قط، إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثمًا، فقد جمع الله تعالى له كمال الأخلاق ومحاسن الشيم، وآتاه علم الأولين والآخرين، وما فيه النجاة والفوز وما لم يؤت [1] سورة التوبة: الآية "129".
نام کتاب : المطلع على ألفاظ المقنع نویسنده : البعلي، شمس الدين جلد : 1 صفحه : 514