نام کتاب : المعاجم العربية مع اعتناء خاص بمعجم العين للخليل بن أحمد نویسنده : عبد الله درويش جلد : 1 صفحه : 2
هو الذي كان يحتاج فقط -في نظرهم- إلى توضيح، وتفسير أما المفردات الأخرى فقد كان من السهل على القارئ العادي -في رأيهم- أن يعرف معناها، أو يستنتجه من سياق الكلام. ولم يتبعوا في سرد المفردات في تلك الرسائل نظامًا معينًا. وإن على القارئ أن يخمن موضع الكلمة ليعرف معناها أو يقرأ الكتاب جميعه ليقف على ضالته. وقد سهلت تلك المهمة بعض الشيء حينما عنى المستشرقون بإخراج هذه الكتب، وطبعها ووضع الفهارس المنظمة التي اشتملت على فهرس خاص بالمفردات.
وقد أدرك الخليل من أول الأمر أنه لو ألفت مئات من الكتب على ذلك الطراز لما أمكن حصر يضيع مفردات اللغة، ولما سلمت المسألة من التكرار.
وقد أمكن للخليل أن يحل هذه المشكلة، ويخترع نظامًا من شأنه أن يحصر جميع المفردات مع عدم التكرار. وإنا لنزداد إكبارا للخليل حين نعلم أنه ابتدع نظامه المعجمي في وقت لم يكن فيه لأية لغة أوربية ما يعرف باسم القاموس.
حقيقة لقد سبق الصينيون العرب بوضع معجم للغتهم، ولكن ليس هناك من دليل على أن الخليل، وعبقريته الفذة في علوم النحو والأصوات اللغوية، وعلوم الحساب جمله يكتشف بعض الخصائص الهامة التي يخضع لها موسيقا اللفظ العربي، فمن ذلك نظريته الهامة في تجانس حروف الكلمة، وفي عدم تجانس بعض الأصواب فيها، فمثلًا قد ذكر أنه لا تجتمع في كلمة واحدة ثلاثة حروف أصلية من مخرج واحد، كالحروف الشفوية "ف ب م"، فإنها لا ترى مجتمعة في كلمة واحدة على أنها تكون أصول تلك الكلمة، ولكن إذا تباعدت الحروف الأصول فإن اجتماعها في الكملة جائز، فمثلًا الحروف "ك ب ر" يجتمع بعضها مع بعض في أي وضع من الأوضاع، فيتألف منها نظريًّا ستة ألفاظ، اثنان مبدوءان بالكاف، واثنان بالياء واثنان بالراء. وقد تولى ابن دريد في الجمهرة توضيح هذه النظرية بأن افترض
نام کتاب : المعاجم العربية مع اعتناء خاص بمعجم العين للخليل بن أحمد نویسنده : عبد الله درويش جلد : 1 صفحه : 2