نام کتاب : المعاجم العربية مع اعتناء خاص بمعجم العين للخليل بن أحمد نویسنده : عبد الله درويش جلد : 1 صفحه : 4
ضمن الأسس التي بنى عليه نظام معجمة "كتاب العين" إذ نجد أنه قد قسم الحروف الهجائية إلى مجموعات صوتية بدأها بحروف الحلق، وختمها بالحروف الشفوية. وهذا الترتيب قد وافق من بعض الوجوه ترتيب أحرف الهجاء في اللغة السنسكريتية. وقد فهم بعض المحدثين[1] من هذا أن الخليل قد أخذ ترتيبه عن هجاء تلك اللغة، ولكن إذا عرفنا أن الخليل كان مبرزًا في كل علوم اللغة خاصة ما يتعلق بالنحو، والأصوات اللغوية وأن ترتيبه كان على أساس علمي ولغاية محددة، فلا ينبغي أن نأخذ التشابه دليلًا على الاقتباس، هذا فضلًا عن أن ترتيب الحروف في السنسكريتية لا ينطبق تمامًا على الترتيب الصوتي للحروف العربية.
وقد اتفق اللغويون العرب جميعًا على أن التنظيم الرئيسي لكتاب العين من وضع الخليل نفسه، وأن الخليل بهذا اتخذ له فضل السبق في وضع المفردات العربية تبعًا لنظام هجائي معين اتخذ أساسًا لما عرف بعد ذلك باسم المعجم أو القاموس.
ولكن عبقرية الخليل لم تسلم من التقول عليها، فقد أثار الأزهري[2] -لأسباب سنوضحها فيما بعد- مسألة التشكك في نسبة كتاب العين للخليل، وإن كان قد اعترف صراحة بأن مقدمة العين، وتنظيم الكتاب من وضع الخليل نفسه.
وفي العصور الوسطى نرى عالمًا كالسيوطي يجمع كل ما قيل حول هذه المسألة، ويعقد لذلك فصلًا بأكمله في إحدى مؤلفاته[3] ثم يحاول أن يوفق بين وجهات [1] ممن قال بهذا جورجي زيدان: تاريخ آداب اللغة العربية ج2 ص122. وقد نقلت عنه دائرة المعارف الإسلامية هذا الرأي عند الكلام على الخليل ج3 قسم 2 ص888. [2] مقدمة تهذيب اللغة. [3] الزهر، فصل الكلام على جمع اللغة.
نام کتاب : المعاجم العربية مع اعتناء خاص بمعجم العين للخليل بن أحمد نویسنده : عبد الله درويش جلد : 1 صفحه : 4