نام کتاب : أخبار أبي القاسم الزجاجي نویسنده : الزجاجي جلد : 1 صفحه : 65
ترحّل عن قوم فضلتّ عقولهم ... وحلّ على قوم بنور مجدّد
هداهم به بعد الضلالة ربّهم ... وأرشدهم من يتبع الحقّ يرشد
وقد نزلت منهم على أهل يثرب ... ركاب هدى حلتّ عليهم بأسعد
ليهن أبا بكر سعادة جده ... ّبصحبته من يسعد الله يسعد
ليهن بني كعب مقام فتاتهم ... ومقعدها للمؤمنين بمرصد
قال أبو القاسم: أما قوله " كانت برزة جلدة " فالبرزة: البارزة، يقول: كان قد خلا لها فكانت تبرز للناس وتظهر ولم تكن بمنزلة الصغيرة المحجوبة. يقال: رجل جلد وامرأة جلدة بينّا الجلد وذلك من القوّة واحسب أصل ذلك من الجلد وهو ما غلظ من الأرض.
وقوله: " كان القوم مرملين " يقول: قد نفذ زادهم. قال أبو زيد الأنصاري يقال: أرمل الرجل وأقوى: نفذ زاده في سفر كان أو حضر. والمسنوّن: الداخلون في السنة. والسنة: المجاعة والجدب، وفي رواية أخرى على ما أخبرنا به الصائغ عن ابن قتيبة وكان القوم مشتين: أي داخلين في الشتاء لأن الشتاء وقت الشدة والضيق. وأنشد ابن قتيبة شاهدا لهذه الرواية الوافر
إذا نزل الشتاء بدار قوم ... تجنّب دار قومهم الشتاء
يقال: كسر وكسر كما يقال: بزر وبزر، ونفط ونفط، وجسر وجسر. ناحية منها، قال ابن قتيبة: هو الشقة التي تلي طرفها الأرض وفيه لغتان، يقال: كسر وكسر كما يقال: بزر وبزر، ونفط ونفط، وجسر وجسر. وقوله: فتفاجت عليه، يقول: فتحت رجليها تحلب، وكذلك يقال: نفج الرجل: إذا فتح ما بين رجليه ليبول. وقوله: فدعا بإناء يربض الرّهط: يريد إناء كبيرا يشرب منه الجماعة فيروون حتى يمنعهم عن النهوض ليربضوا. قال الرياشي: يقال أربضت الشمس: إذا اشتد حرّها، فتربض الشاة والظبي فتحملهما على أن يربضا ولا ينهضا. وقال الكسائي: أكبر الأقداح التبن وهو يروي عشرين رجلا وبعده الصحن وهو قريب منه، ثم العسف وهو يروى أربعة، ثم القدح وهو يروى اثنين، ثم القبب وهو يروى واحدا، والرهط: ما بين الثلاثة إلى العشرة، كذلك النفر والعصبة: فوق ذلك إلى الأربعين.
وقوله فحلبت فيه بخّا: أي صبا يقال: بخبخت الماء وغيره إذا صببته. وقوله: حتى علاه البهاء. يقول: علا الإناء اللبن وهو بياض رغوته، والرغوة والثمال واحد.
وقوله: يسوق أعنزا عجافا: أي هزلى نقي شهن. وقوله: يتساوكن: أي يتمايلن ضعفا قال كعب: الكامل
حزق تعاورها السّفار فجسمها ... عار تساوك والفؤاد خطيف
وبعضهم يرويه: تساوكن هزلا أي قد تساوين في الهزال كأنهن اشتركن فيه. والشاء عازب: أي بعيد عن المنزل في المرعى. والحياك جمع حائل وهي التي لم تحمل. وأمّا قولها في صفته صلى عليه وسلم: رأيت رجلا ظاهر الوضاءة، فالوضاءة: الحسن والجمال والأبلج المضيء من قولهم تبلج الصبح وانبلج: إذا انفجر ولم ترد به بلج الحاجبين لأنها وصفته بالقرن، وقولها: لم يعبه ثجله، فالثجل: عظم البطن واسترخاء أسفله، يقال: رجل أثجل وامرأة ثجلاء والثجل مثله.
وقولها: ولم يفته صقله. الصقل: عظم الصقلة وهي الخاصرة، والوسيم: الجميل وكذلك المقسم والقسيم والقسامة والوسامة: الحسن. والدعج: شدة سواد العين. والأشفار: أطراف الأجفان التي ينبت عليها الشعر والشعر هو الهدب. فجعلت الأشفار ها هنا الشعر نفسه لأن العرب تسمي الشيء باسم الشيء إذا جاوره أو ناسبه. والنطف: أن يطول هدب العين حتى ينعطف، والسطع: طول العنق. والصحل: كالبحّة في الصوت. والزجج: سبوغ الحاجبين وكثرة شعرهما. والقرن: أن يلتقي طرفاهما. وقولها لا يأيس من طول: تقول ليس بعظيم الطول فيأيس مطاوله من مطاولته. ولا تقحمه عين من قصر أي لا تحتقره ولا تزدريه لقصره.
وقولها: محشود محفود، فالمحفود: المخدوم، والحفدة: الخدم والأخوان، والمحشود: من قولهم عين حشد من الناس أي جمع كثير. وقولها: لا عابس ولا مغتدّ تقول: ليس بعابس الوجه، والمغتدّ: الملوم. تقول: لا يلام على شيء يأتيه، وراوه ابن قتيبة لا عابس ولا معتد بالعين، وذهب إلى العداء وهو الظلم: والضرّ: لحم الضرع. والصريح: الخالص من اللبن وغيره.
نام کتاب : أخبار أبي القاسم الزجاجي نویسنده : الزجاجي جلد : 1 صفحه : 65