نام کتاب : الضرورة الشعرية ومفهومها لدى النحويين دراسة على ألفية بن مالك نویسنده : الحندود، إبراهيم بن صالح جلد : 1 صفحه : 485
قلت: مذهب جمهور النحويين أنه لا يجوز حذف أدوات الشرط، لا "إنْ" ولا غيرها[1].
قال أبو حيان: وقد جوَّز ذلك بعضهم في "إنْ". قال: ويرتفع الفعل بحذفها، وجعل منه قول ذي الرِّمَّة:
وإنسانُ عيني يَحْسِرُ الماءُ تارةً ... فيبدو وتارات يَجُمُّ فيَغْرَقُ2
أي: إن يحسر الماءُ[3]. فلما حذفت "إنْ" ارتفع الفعل.
وإنما قدر بعضهم فيه "إنْ" محذوفة، لأن قوله "وإنسانُ عيني" مبتدأ، وجملة "يحسر الماءُ تارةً" خبره، وليس ثَمَّ رابط لهذه الجملة بالمبتدأ. فلما خلت من الرابط ذهب من ذهب إلى أصلها جملة شرطية، إذ إنه لا يشترط في الشرط إذا ما وقع خبراً أن يكون الرابط في جملة الشرط، بل قد يكون في جملة الجزاء نحو: زيد إنْ تقم هند يغضب[4].
وخرَّج بعض المحققين بيت ذي الرمة على أنه من عطف جملة فيها ضمير المبتدأ وهي قوله: "يبدو" بفاء السببية على الجملة المخبر بها الخالية منه وهي [1] انظر: الارتشاف 2 / 561، توضيح المقاصد 4 / 260.
2 من "الطويل".
إنسان العين: النقطة السوداء التي تبدو لامعة وسط السواد. "يحسر": يكشف يجمّ: يكثر.
والبيت في: الديوان 479، مجالس ثعلب 2/544، المسائل البصريات 1/360، المحتسب 1/150، المقرب 1 / 8، تذكرة النحاة 668، المغني 651، أوضح المسالك 3 / 362، المقاصد النحوية 1/578، 4/449، الهمع 2/19، شرح الأشموني 1/196، الخزانة 2/192. [3] انظر: الارتشاف 2 / 561، وانظر: توضيح المقاصد 4 / 260. [4] انظر التذييل والتكميل ج 5 لوحة 162، 163. وانظر: الخزانة 2 / 192.
نام کتاب : الضرورة الشعرية ومفهومها لدى النحويين دراسة على ألفية بن مالك نویسنده : الحندود، إبراهيم بن صالح جلد : 1 صفحه : 485