responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المدارس النحوية نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 232
ألا أيهذا الزاجري أحضرَ الوغى ... وأن أشهدَ اللذات هل أنت مخلدي؟
بنصب أحضر وحذف أن، وإن كان جعل ذلك شاذا وقال: إن القياس الرفع[1]. وقد تابع غيره من الكوفيين الكسائي وجعلوا ذلك قياسا مطردا[2]. وكان الفراء يذهب إلى أنه يجوز في أن الناصبة للمضارع أن لا تعمل فيه النصب وأن يرفع بعدها على أن تكون مخففة من أنّ الثقيلة، وبذلك وجه قراءة: "وحسبوا أن لا تكونُ فتنة" برفع تكون، وقول الشاعر:
إذا مت فادفنِّي إلى جنب كَرْمة ... تروِّي عظامي بعد موتي عروقها
ولا تدفننِّي في الفلاة فإنني ... أخاف إذا ما مت أن لا أذوقُها
برفع أذوقها[3]. وتبعه ثعلب في أنها حينئذ لا تعمل النصب، بل اتسع بذلك وقال: إنها تهمل أحيانا ولا تكون مخففة من الثقيلة، بل تكون مثل ما المصدرية التي تؤول مع الفعل بمصدر دون أن تعمل فيه، ومثل لذلك بقول بعض الشعراء:
أن تقرآن على أسماء ويحكما ... مني السلامَ وأن لا تخبرا أحدا4
وكان الكسائي والفراء يذهبان -كما أسلفنا- إلى أن أسماء المبالغة مثل فَعّال وفَعُول لا تعمل النصب فيما بعدها لضعفها, مخالفين بذلك سيبويه والبصريين، ويقول ثعلب: ""أنت زيدًا ضروبٌ" يأباه أصحابنا لأنه لا يتصرف، ومثله مضراب وضرّاب أيضا وأهل البصرة يجيزونه"[5].
وذهب الكسائي والفراء جميعا إلى جواز إبطال عمل إنّ إذا بعد عنها اسمها، ونرى ثعلبا ينشد قول بدوية:
فليت ابن جَوَّابٍ من الناس حظنا ... وأن لنا في النار بَعْدُ خلود
ويقول بعقبه:
وأن لنا في النار بعد خلود
رفع على الاستئناف، وحكى

[1] المجالس ص383.
[2] الإنصاف: المسألة رقم 77.
[3] معاني القرآن 1/ 146، وانظر 1/ 213.
4 المجالس ص39, وانظر الخصائص لابن جني, طبع دار الكتب المصرية 1/ 390.
[5] المجالس ص236، وانظر ص150.
نام کتاب : المدارس النحوية نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 232
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست