نام کتاب : النحو المصفى نویسنده : محمد عيد جلد : 1 صفحه : 225
[1]- أن يكون الترتيب هو وسيلتنا الوحيدة لمعرفة المبتدأ والخبر، بأن نتعرف على المبتدأ بأنه قد جاء أولا، ونتعرف على الخبر بأنه قد جاء ثانيا.
ولا دليل لدينا غير ذلك، حينئذٍ يجب تقدم المبتدأ وتأخر الخبر؛ فإن الخبر لو تقدم، لأدى إلى ارتباك في تحديد وظائف الكلمات في الجملة الاسمية أو إلى ارتباك آخر باختلاط الجملة الاسمية بالفعلية، نقول: "الأصدقاءُ المخلصون" ويقول الرسول: "الدِّينُ المعاملةُ" فالكلمتان "الأصدقاءُ، الدين" مبتدآن، والكلمتان "المخلصون، المعاملة" خبران، ولو تقدم الخبر هنا لاختلط الأمر، إذ يمكن أن تكون حينئذٍ الكلمتان الأخيرتان هما الخبر، فيما لو قلت: "المخلصون الأصدقاء" أو قلت: "المعاملة الدين" والمتكلم لا يريد ذلك.
وينطبق هذا نفسه على قولنا: "الحق ينتصر، والباطل يندحر" إذ لو تقدم الخبر فقلنا: "ينتصر الحق، ويندحر الباطل" لأدى إلى اختلاط الجملة الاسمية بالفعلية، والمتكلم يقصد الأولى لا الثانية.
فإذا تعين الخبر بسياق الكلام -بحيث يمكن التعرف عليه تقدم أم تأخر- حينئذٍ لا يلتزم فيه تحديد موضعه، ومن ذلك الشواهد التالية:
- قول الكميت:
كلامُ النبيّين الهُدَاةِ كلامُنا ... وأفعالَ أهلِ الجاهليةِ نفعلُ1
- قول حسان بن ثابت يهجو: [1] معنى البيت: كلامنا طيب وفعلنا رديء، نتكلم كلام النبيين ونفعل أفعال الجاهلية.
الشاهد في الشطر الأول، فإن المبتدأ هو "كلامنا" والخبر "كلام النبيين" وكل منهما متعين من معنى الكلام، لأن أصل الجملة "كلامنا كلام النبين" ولذلك لا يلزم بينهما ترتيب، وقد جاء الخبر مقدما في البيت.
الإعراب: كلام: خبر مقدم مرفوع بالضمة، النبيين: مضاف إليه مجرور بالياء، الهداة: صفة للنبيين مجرور بالكسرة، كلامنا "كلام" مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة، وضمير المتكلمين مضاف إليه، أفعال: مفعول به مقدم منصوب بالفتحة، أهل: مضاف إلى "أفعال" مجرور بالكسرة، الجاهلية مضاف إلى "أهل" مجرور بالكسرة، نفعل: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر تقديره "نحن".
نام کتاب : النحو المصفى نویسنده : محمد عيد جلد : 1 صفحه : 225