نام کتاب : النحو المصفى نویسنده : محمد عيد جلد : 1 صفحه : 589
وفي خاتمة هذه الفكرة ينبغي التنبه للفرق بين أمرين كثيرا ما يختلطان هما: التوكيد اللفظي والتكرار.
فالتوكيد اللفظي -كما سبق- هو إعادة اللفظ بعينه، أي بنطقه ومعناه تماما.
أما التكرار: فهو إعادة اللفظ بنطقه وما يشبه معناه لا بمعناه نفسه، فالأول إذن شيء واحد، وقد استخدم له اللفظ مرتين، أما الثاني فهو شيء تكرر مرتين أو أكثر واستخدم له في كل مرة نفس اللفظ، فلنتأمل الآتي:
- دخل إلى المدرَّجِ طالبٌ طالبٌ.
أسلوب توكيد: لأن الطالب واحد وأعيد اللفظ.
- دخل الطلابُ للمدرَّجِ طالبًا طالبًا.
تكرار: لتعدد الطلبة وإن اتحد اللفظ.
- اقتحمَ موقعَ الأعداءِ جنديٌّ جنديٌّ.
توكيد: لأن الجندي واحد واللفظ هو المعاد.
سارت الكتيبة متراصّةً جنديًّا جنديًّا.
تكرار: لتعدد الجنود وإن اتحد اللفظ.
وعلى ذلك يفهم ما جاء في قطر الندى لابن هشام من قوله نصًّا:
"وليس من تأكيد الاسم قوله تعالى: {كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكّاً دَكّاً، وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً} [1] خلافا لكثير من النحويين؛ لأنه جاء في التفسير أن معناه: دكا بعد دكّ، وأن الدَّكَّ كرر عليها حتى صارت هباء منبثا، وأن معنى: {صَفّاً صَفّاً} أنه تنزل ملائكة من كل سماء [1] الآيتان 21، 22 من سورة "الفجر".
نام کتاب : النحو المصفى نویسنده : محمد عيد جلد : 1 صفحه : 589