نام کتاب : النحو المصفى نویسنده : محمد عيد جلد : 1 صفحه : 619
المهم هنا أن يذكر أن معظم الضمائر في عطف النسق حكمها حكم الأسماء الظاهرة، فكما تقول: "الإنسان الحقُّ من له عقلٌ صريحٌ وضميرٌ نظيفٌ" تقول أيضًا: "أنا وصديقي نتعاملُ بفكرٍ مستنيرٍ وقلبٍ مفتوحٍ" ويقول القرآن: {هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَالْأَوَّلِينَ} [1].
لكن يستثنى من ذلك صور خاصة في العطف على الضمير لا بد أن تتوافر في جملتها صفات معيَّنة حين العطف عليها، وهي ما يلي:
الصورة الأولى: أن يكون الضمير المعطوف عليه مستترا، وحينئذٍ يسبق حرف العطف توكيده بضمير منفصل، تقول: "أبذلُ أنا والزملاءُ غايةَ الجهد في الفهمِ والمذاكرة" ومن قول القرآن: {اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ} [2].
هذا هو الأصل في الضمير المستتر، أن يؤكد بضمير منفصل قبل العطف عليه، ومع ذلك فقد وردت شواهد لا تتحقق لها هذه الصفة، إذ عطف فيها على الضمير المستتر دون توكيد، وهذا نادر في اللغة وضعيف في الاستعمال ومن ذلك:
- ما ورد عن العرب من قولهم: مررتُ برجل سواءٍ والعدم[3].
- قول جرير يهجو الأخطل: [1] من الآية 38 من سورة المرسلات. [2] من الآية 35 من سورة البقرة. [3] معناه "حياته كموته"، وكلمة "سواء" مصدر وقع صفة لكلمة "رجل" فهو بمعنى "مستوي" وفيه ضمير مستتر يعود على الرجل، وقد عطف عليه دون توكيد بضمير منفصل، وهذا نادر في اللغة.
نام کتاب : النحو المصفى نویسنده : محمد عيد جلد : 1 صفحه : 619