وقول جرير:
يَعُدُّ النَّاسِبُونَ إِلى تَمِيْم ... بُيُوتُ الْمَجْدِ أَرْبَعَةٍ كِبَارًا
وَيَخْرُجُ مِنْهم المَرَئِي لَغْوًا ... كَمَا أَلْغَيْتَ فِي الدِّيَة الحِوَارَا1
ويُسْتثنى من المركب الإضافىّ ما كان كُنية، كأبى بكر وأم كلثوم، أو مُعَرَّفًا صدرُه بعجزه، كابن عمر وابن الزُّبير، فإنك تَنْسُبُ إلى عَجُزه، فتقول: بَكْرِي وكُلْثُومِي وعُمَرِي. وأُلْحق بهما ما خِيف فيه لَبْس، كقولهم فى عبد مَناف مَنَافِي، وعبد الأشهل أَشْهَلِي، دَفْعًا لِلبس، وشذّ فيه، فَعْلَلٌ السابق، كتَيْمَلِي وعَبْدَرِي، ومَرْقَسِي، وعَبَْقسِي، وعَبْشَمِي: فى تيم اللات، وعبد الدار، وامرئ القيس بن حجر الْكِنْدِي، وعبد القيس، وعبد شَمْس. ومن الأخير قول عبد يغُوث الحارثىّ:
وَتَضْحَكُ مِنِّي شَيْخَةٌ عَبْشَمِيَّةٌ ... كَأَنْ لَمْ تَر قَبْلِي أَسِيْرًا يَمَانِيًّا
وَإذا نُسب إلى ما حُذِفَتْ لامه، فإن جُبر فى التثنية وجمعِ التصحيح بردّها، كأَبٍ وأَخٍ وعِضَةٍ وسَنَةٍ، تقول فيها: أَبَوانِ وأَخَوَان وعَضَوات وسَنَوَات، أو عِضَهَات وسَنَهَات، وجب ردُّ المحذوف فى النسب، فتقول: أَبَوي وأَخَوِي وعِضْوِي وسَنْوِي، أو عِضَهِي وسَنَهِي. وإن لم يُجْبَر فيهما جاز الأمران فى النسب، نحو غَدٍ وشَفَةٍ، تقول فيهما: غَدِي وشَفِي، أو غَدَوِي وشَفَوِي. إلا إن كانت عينه مُعَْتلَّة، فَيَجِبُ جَبْرُه، كذَوَوِي فى ذِى وذَات، بمعنى صاحب وصاحبة[2]، وشَاهِي أو شَوْهِي، بسكون الواو في شاة،
1 الحوار: ولد الناقة منذ الوضع إلى أن يفطم، ونسب الأشموني البيت الأخير لذي الرمة، وأنشده محرفا، وكتب عليه الصبان ما كتب. والصواب ما هنا، وأنه لجرير، كما أنشدهما الفخر عند قوله تعالى: {لا يُؤَاخِذُكُمْ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ} [البقرة: 225] . وكما في الأغاني في ترجمتي جرير وذي الرمة. ا. هـ. مؤلف. [2] الأول على مذهب سيبويه، لأنه لا يرد الكلمة بعد رد محذوفها إلى سكونها الأصلي، بل يبقي العين مفتوحة فيقلبها ألفا. والثاني على مذهب أبي الحسن، لأنه يرد الكلمة بعد رد محذوفها إلى سكونها الأصلي، فيمتنع القلب، وقد ورد السماع بمذهب سيبويه، وإليه رجع أبو الحسن وأصل شاة شوهة، بسكون الواو، بدليل شياء، فلما حذفت الهاء، فتحت الواو، لتاء التأنيث، فقلبت أَلِفًا. ا. هـ. منه.