فصل في همزة الوصل
همزة الوصل[1]: هي التى يُتوصل بها إلى النطق بالساكن، وتسقط عند وصل الكلمة بما قبلها.
ولا تكون فى حرف غير ألْ، ومثلها أمْ[2] فى لغة حِمْيَر، ولا فى فعل مُضارع مطلقًا ولا في ماض ثلاثى كأمَر[3] وأخذ، أو رُباعي كأكرم وأعطى، بل فى الخماسىّ كانطلق واقتدر، والسُّداسي كاستخرج واحرنجم، وأمرهما، وأمر الثلاثىّ الساكنُ ثانى مضارعه لفظًا كاضرب، بخلاف نحو هَبْ وعِدْ وقُلْ. ولا في اسم إلا مصادر الخماسىّ والسداسىّ، كانطلاق واستخراج، وفى عشرة أسماء مسموعة، وهى: اسمٌ وَاسْتٌ، وابنٌ، وابنْمٌ، وابنة، وامْرُؤٌ، وامرَأة، واثْنان، واثْنتان، وايُمُن[4] المختصة بالقسم، وما عدا ذلك فهمزته همزة قطع.
ويجب فتحُ همزةِ الوصل فى أل، وضمُّها في نحو انطُلِق واستُرْج مبينيين للمجهول، وأمر الثلاثى المضموم العين أصالة. كادخُلْ واكتُب، بخلاف امْشُوا واقْضُوا[5] مما جُعِلت كسرة عينه ضمة لمناسبة الواو، فتكسر الهمزة بخلاف عكسه، مما جعلت ضمة العين فيه كسرة لمناسبة الياء، كاغزِي، فيترجح الضم على الكسر، كما يترجح الفتح على الكسر فى ايْمُن وايم، والكسر على الضم فى اسم، ويجوزان مع الإشمام فى نحو اختار وانقاد مبنيين للمجهول. ويجب الكسر فيما بقى من الأسماء العشرة[6]، والمصادر، والأفعال.
وتُحذف لفظًا لاخطًّا إن سُبقت بكلام، ولفظًا وخطًّا فى ابن مسبوق بعلَم، وبعده [1] سميت بذلك: لأنها تصل ما قبلها بما بعدها من غير قاطع أو فصل وبعكسه همزة القطع. ن [2] ومنه قوله صلى الله عليه وسلم لِرَجُلٍ من حِمْيَر: "لَيْسَ من أمْ بِّر أمْ صيامُ في أمْ سَفَرٍ"، رواه البخاري ومسلم بألفاظ مختلفة. [3] لأن الهمزة من بنية الكلمة. ن [4] أما إذا كان "أيمن" اسمًا فهمزته همزة القطع. ن [5] هذه القاعدة ليست عامة فلقد قرِئَ: {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنُ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوُ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ..} بضم النون والواو. ن [6] يعني بالعَشر عند الابتداء.