وقال منظور بن حَبَّة الأسدى فى ذئب:
لَمَّا رَأى أن لا دَعَهْ لا شِبَعْ ... مالَ إلىَ أرْطَاة حَقْفٍ فَالطَجَعْ
وقال آخر:
خاليِ عُوَيْفٌ وَأبُوا عَلِجّ ... المُطعمانِ اللَّحمَ بِالعَشِجّ
يريد أبا علىّ والعشىّ، وتسمّى هذه اللغة عَجْعَجَة قُضاعة. واشترط بعضهم فيها أن تكون الجيم مسبوقة بعين، كما فى البيت، وبعضهم يُطْلِق، مستدلاً بقول بعض أهل اليمن:
لا هُمَّ إن كنت قبلتَ حِجَّتِجْ ... فلا يزالُ شاحِجٌ يَأتيكَ بجْ
أقْمَرُ نَهَّاتٌ يُنَزِّي وَفْرَتِجْ1
1 الشاحج: البغل إذا صوت. والأقمر: الأبيض. والنهات: النهاق. ينزى: يحرك والوفرة: الشعر إلى شحمة الأذن. أالإعلال فى الهمزة
1- تقلب الياء والواو همزة وجوباً فى أربعة مواضع:
الأول: أن تتطرفا بعد ألف زائدة، كسماء وبناء، أصلهما سَماوٌ وبِنايٌ، بخلاف نحو قال، وباع، وإداوة[2]، وهى المِطْهرة، وهداية، لعدم التطرف، ونحو دَلْو وظَبْي، لعدم تقدم الألف، ونحو آيةٍ ورايةٍ، لعدم زيادتها.
وتشاركهما فى ذلك الألف، فإنها إذا تطرفت بعد ألف زائدة أبدلت همزة، كحمراءَ إذا أصلها حَمْرَى كسَكْرَى، زيدت ألف قبل الآخر للمد، كألف كتاب، فقلبت الأخيرة همزة. [2] وهي ما يحمل بها الماءُ للطهارة والوضوء ومنه قول المغيرة بن شعبة في صحيح مسلم: "بَيْنا أنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلةٌ إذ نَزَل فقضى حاجتَهُ ثمّ جاء فَصَبَبْتُ عليه مِنْ إدَاوَةٍ كانَتْ مَعِي فَتَوَضّأ ومَسَحَ على خُفَّيه" شرح صحيح مسلم للنووي "3/509".ن