السادس: التَّضمين النحوى1، وهو أن تُشْرَب كلمةٌ لازمة معنى كلمة متعدية، لتتعدى تعديتها، نحو: {تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ} [البقرة: 235] ، ضُمِّن تعزموا معنى تنْوُوا، فعُدِّي تعديته.
السابع: حذف حرف الجرّ توسعًا، كقوله:
تَمرُّون الدِّيار ولم تَعُوجوا ... كلامُكُم عَلَيَّ إذَنْ حَرَامُ2
ويطِّرد حذفه مع أنَّ وأنْ، نحو قوله تعالى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ} [آل عمران: 18] {أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ} [الأعراف: 63-69] .
الثامن: تحويل اللازم إلى باب نَصَرَ لقصد المغالبة، نحو: قاعَدته فقَعدته فأنا أقعُدُه، كما تقدم.
والحق أن تعدية الفعل سماعية، فما سُمعَت تعديته بحرف لا يجوز تعديته بغيره، ومالم تسمع تعديته، لا يجوز أن يُعَدَّى بهذه الأسباب. وبعضهم جعل زيادة الهمزة فى الثلاثى اللازم لقصد تعديته قياسًا مطردًا، كما تقدم.
وأسباب لزوم الفعل المتعدِّي أصالةً خمسةٌ:
الأول: التّضمين، وهو أن تشْرب كلمةٌ متعدية معنى كلمة لازمة، لتصير مثلها، كقوله: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ} [النور: 63] ضُمن يخالف معنى يَخْرُج، فصار لازمًا مثله.
الثانى: تحويل الفعل المعتدي إلى فعُل بضم العين، لقصد التعجب والمبالغة، نحو:
1ومنه رحبتكم الطاعة، وطلع بشر اليمن، بضم العين فيهما: أي وسعتكم الطاعة، وبلغ اليمن، وليس في اللغة العربية فعل "مضمون العين" عدي إلى المفعول بالتضمين، غير هذين الفعلين.
2 البيت لجرير "ديوانه طبعة الصاوي 512" ورواية صدره في الديوان:
"أتمضُون الرَّسُومَ ولا تُحَيَّا"
والرواية الأخرى صحيحة.