{فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا} [مريم: 26] .
ومِن تَرْك توكيده قوله:
يا صَاحِ إمَّا تَجدْني غَيرَ ذى جِدَةٍ ... فمَا التَّخَلّي عَنِ الخُلَّانِ مِنْ شِيَمِي
وهو قليل فى النثر، وقيل يختص بالضرورة.
3 ويكون كثيرًا إذا وقع بعد أداة طلب: أمْرٍ، أَوْ نَهْي، أَوْ دُعاءٍ، أو عَرْضٍ، أو تمنٍّ، أو استفهام، نحو: لَيقومن زيد، وقوله تعالى: {وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ} [إبراهيم: 42] وقول خِرْنِق هَفَّان:
لا يَبْعَدَنْ[1] قومى الَّذينَ هُمُ ... سَمُّ العُداةِ وآفَةُ الجُزُر
وقول الشاعر:
هلَّا تُمنَّنْ بوَعْدٍ غيْرَ مُخْلِفَةٍ ... كما عهِدْتُكِ فى أيَّامِ ذِى سَلَمِ
وقوله:
فَلَيْتَكِ يَوْمَ المُلْتَقَى تَرَيَّنني ... لِكَيْ تَعْلَمِي أَنِّي امْرُؤٌ بِكِ هائِمُ
وقوله:
أفبَعْدَ كِنْدَةَ تَمْدَحَنَّ قَبِيلًا
4 ويكون قليلا إذا كان بَعْدَ: لا: النافية، أو ما الفائدة، التى لم تُسْبَق بإنِ الشرطية كقوله تعالى: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} [الأنفال: 25] وإنما أكَّدَ مع النافى: لأنه يشبهُ أداة النهى صورةً، وقوله:
إذا ماتَ مِنْهُم سَيِّدٌ سَرَقَ ابنُهُ ... وَمَنْ عِضَةٍ ما يَنْبُتَنَّ شكيرُها2 [1] قولها لا يبعدن: بابه فرح، أي لا يهلكن. والعداة بضم العين: جمع عاد. والجزر بضمتين: جمع جزور وهي الناقة ينحرها اللاعبون بالميسر ويتقاسمونها ويتقامرون عليها.
2 مثل يضرب للفرع يشبه أصله: أي إذا مات الأب سرق الولد أبيه، فيصير كأنه هو، وقيل: يضرب بمن يظهر خلاف ما يبطن، والعضة: شجر الشوك كالطلح والعوسج. وشكيرها: شوكها، أو ما ينبت حول الشجرة من أصلها، وقيل: صغار ورقها: أي أن ما ظهر من الصغار يدل على الكبار.