قلب الياء نحو سِرْدَاج، وهي الناقة الشديدة، وعصفور، فتقول فيهما: سراديج وعصافير، وفى مزيد الخماسى: يحذف الخامس مع الزائد، فتقول فى قِرْطَبوس بكسر القاف: للناقة الشديدة، وبالفتح للداهية، وقَبَعْثَرِيّ: قرَاطِب وقبَاعِث.
الثالث والعشرون: شِبْه فعَالِل. وهو ما ماثله عَدَدًا وهيئة، وإن خالفه زِنَة، وذلك كمَفَاعِل، وفَوَاعِل، وفَيَاعِل، وأَفَاعِلة. ويطَّرد فى مزيد الثلاثى غير ما تقدم من نحو أحمر، وسكران، وصائم، ورام، وباب كُبْرَى وسَكْرَى، فإن لها جموعَ تكسير تقدمت.
ولا يُحْذَف الزائد إن كان واحدًا كأفضلَ ومَسْجِد وجَوْهَر وصَيْرَف وعَلْقى، بل يُحذَف ما زاد عليه، سواء كان واحدًا كما فى نحو مُنطَلِق، أو اثنين كما فى نحو مستخرج، ويُؤْثَر بالبقاء ما له مَزِيَّة على الآخر، معنىً ولفظاً كالميم، فيقال مَطَالِق ومَخارِج، لا نَطَالِق وتَخَارِج[1] أو نخارج، لفضْل الميم، بتصدّرها، ودلالتها على معنى يختص بالأسماء؛ لأنها تدلُّ على اسمَىْ الفاعل والمفعول، وكالهمزة والياء مُصدرتين فى نحو ألَندد ويَلَنْدَد للشديد الخصومة؛ لأنهما فى موضعين يقعان فيه دالَّين على معنى كأقوم ويقوم، فتقول فى جمعهما ألاَدُّ ويَلَادُّ، أو لفظًا فقط، كالتاء فى نحو استخرج تقول فى جمعه تَخَارِيج بإبقاء التاء؛ لأنها لا تَخْرُج الكلمة عن عدم النظير، بل لها نظير نحو تَبَاريح وتماثيل وتصاوير، بخلاف السين لو قلت سَخَاريج، إذ لا وجود لسفاعيل، وكالواو فى نحو حَيْزَبُون للعجوز، فإن بقاءها يغنى عن حذف غيرها، وهو الياء فتقول فى جمعه حَزَابِين، بقلب الواو ياءً كما فى عُصفور، بخلاف ما لو حذفتها وأبقيت الياء، وقلت: حَيَازِبْن بسكون الموحدة قبل النون، فإن حذفها لا يغنى عن حذف غيرها، إذ لا يلى ألف التكسير ثلاث إلا وأوسطهن ساكن معتل. فليجئك ذلك إلى حذف المثناة التحتية، حتى يحصل مفاعل، فتقول حَزَابن. فإن لم يكن لأحد الزائدَين مَزِيَّة على الآخرَ. فأنت بالخيار فى حذف أيهما شئت، كنونَىْ سَرَنْدَى: للسريع فى أموره والشديد وعَلنْدَى للغليظ، وألفيهما. فتقول سَرَانِد، وعَلَانِد بحذف الألف، وسَرَادٍ وعَلَاد بحذف النون. وكذا حَبَنْطَى لعظيم البطن. تقول فيه حَبَانِط وحَبَاط، بقلب الألف ياءً، ثم يُعَل إعلال جَوَارٍ؛ لأن كلتا الزيادتين للإلحاق بسفرجل؛ فتكافأتا. [1] في الأصل "مخارج" وهو خطأ مطبعي، والصحيح ما أثبتناه لأنه أليق بالسياق. ن.