وفى أقوال أقاوِيل، شبَّهوها[1] بأسْود وأسَاوِد، وأَجرِدة وأجَارِد[2]، وإعصار وأعاصير، وقالوا فى مصْران جمع مَصِير: مَصَارِينُ. وفى غِرْبَان غَرَابِين. تشبيهًا بسلاطين وسَراحين. وما كان على زِنة مَفَاعِل أو مَفاعِيل، فإنه لا يُكْسَّر لأنه لا نظير له فى الآحاد، حتى يُحْمَل عليه، ولكنه قد يُجْمَع تصحيحًا، كقولهم فى نَوَاكِس وأيامِن: نواكِسُون وأيامنون، وفى خرائد وصَواحِب: خَرَائِدات وصَواحِبَات، ومنه: "إنَّكُنَّ لَأَنْتُنَّ صَوَاحِبَاتُ يُوسُفَ".
الرابعة: قد تلحق التاء صيغة منتهى الجموع: إمَّا[3] عِوَضًا عن الياء المحذوفة، كقَنَادِلَة فى قناديل، وإما للدلالة على أن الْجمع للمنسوب لا للمنسوب إليه، كأشَاعِثَة وأزارِقَة ومَهَالِبَة، وفي جمع أَشْعَثي وأزرقىّ ومُهَلَّبِي، نسبة إلى أشعثَ وأزرقَ ومهلبَ، وإما لإلحاق الجمع بالمفرد، كصَيَارِفة وصياقلة، جمع أن كان ممنوعًا من الصرف. وربما تلحق التاءُ بعضَ صيغ الجموع لتأكيد التأنيث اللاحق له، كحجارة وغمومة وخُؤولة.
الخامسة: المركبات الإضافية التى جُعلت أَعلامًا تُجمع أجزاؤها الأوَل كما تُثنى، فتقول: عَبْدَا الله مثنى وعُبْدَان الله، وعِبَاد الله، وذَوا القَعْدةِ والحِجَّة، وأَذْوَاء أو ذَوات.
وما كان كابن عِرس وابن آوَى وابنِ لَبُون، يقال في جمعه: بنات عرس وبنات آوى وبنا ت لَبُون, والمركبات المَزْجِية والمركبات الإسنادية والمثنى والجمع إذا جُعلت أعلامًا لا تُثنى ولا تُجمع، بل يؤتى بذو مثناة أو مجموعًا، بحسب الحاجة، فتقول: ذَوَا بَعْلَبَك أو أَذْواء سِيبَوَيْه وذَوو سِيبَويَه وذَوو زَيْدِِين.
السادسة: مما تقدم علمتَ أن للجمع صيغًا مخصوصة، وقد يدُلُّ على معنى الجمعية سواها، ويسمى اسم الجمع، أو اسم الجنس الجمعىّ.
والفرق بين الثلاثة مع اشراكهما فى الدلالة على ما فوق الاثنين: أن اسم الجنس [1] أي في عدد الحروف، ومطلق الحركات والسكنات، وإن خالفه في نوع الحركة كضمة أعبد مع فتحة أسود. [2] اتفق الكل على التمثيل بأجردة وأجارد، ولكنه لم يوجد في اللغة. قال الصبان: والظاهر أنه جمع جراد أو جريد اهـ. [3] في الأصل: "عِواضًا" وهو خطأ مطبعي. ن.