ونون الجمع نحو: المسلمون والصالحون والزيدون وهي مفتوحة أبدا لأن ما قبلها واو مضموم ما قبلها أو ياء مكسور ما قبلها فتحوها استثقالا للكسر فيها وهي تسقط في الإضافة كما تسقط نون التثنية نحو مسلموك وصالحوك ونون التوكيد نحو اضربن زيدا مخففة واضربن زيدا مشددة فإذا لقي المخففة ساكن حذفت لالتقاء الساكنين ولم تحرك كما يحرك التنوين كما قال الشاعر:
لا تهين الفقير علك أن تركع ... يوما والدهر قد رفعه
وتقول على هذه: اضرب الرجل تريد اضربن فتحذف لالتقاء الساكنين والمشددة تثبت على كل حال لأنها متحركة.
نون الصرف نحو قولك: رأيت زيدا هذا، وتسمى تنوينا، وهي نون خفيفة في الحقيقة وتحرك إذا لقيها ساكن نحو جاءني زيد اليوم فحركتها بالكسر لالتقاء الساكنين وتحسب في وزن الشعر حرفا كسائر حروف المعجم والنون المضارعة لألفي التأنيث وتكون في شيئين في فعلان وفعلى نحو: غضبان وغضبى، وسكران وسكرى، وعطشان وعطشى، وفي التعريف نحو: عثمان وحسان وما أشبه ذلك وإنما ضارعت ألفي التأنيث نحو حمراء وصفراء لأنها تمتنع عليها هاء التأنيث كما تمتنع على حمراء وصفراء فلا يجوز غضبانة ولا عثمانة فأما امتناع غضبانة فلأن مؤنثة غضبى وأما امتناع عثمانة فلأنه علم خاص.
فأما ندمان فالألف والنون فيه ليست بمضارعة لأنه يجوز فيه ندمانة، وكذلك عريان وعريانة وأن سميت بندمان فلم ينصرف لأن الألف والنون حينئذ يضارع التأنيث وأما قبل ذلك فينصرف وإن كان صفة لأن الألف والنون لا تضارعان التأنيث.
والنون الأصلية نحو: حسن وقطن وعدن، وما أشبه ذلك ويجري عليها الإعراب كما يجري على دال زيد والنون الزائدة في حشو الكلمة نحو: رعشن من الرعشة، وضيفن وهو الذي يجيء مع الضيف فهي وإن كانت زائدة يجري عليها من الإعراب كما يجري على الأصلية لأنها ملحقة بجعفر التاءات
والتاءات سبع وهي: تاء الجمع نحو: مسلمات وصالحات في جمع المؤنث وحكمها في النصب والجر أن تكون مكسورة نحو رأيت مسلمات، ومررت بمسلمات وأما في الرفع فمضمومة على الأصل نحو هؤلاء مسلمات؛ وكل ما فيه هاء التأنيث فقياسه إذا جمعته بألف وتاء هذا القياس نحو طلحة وطلحات، وعلامة وعلامات، وتمرة وتمرات، وما أشبه ذلك.
وتاء التأنيث في الواحد تكون تاء في الوصل وهاء في الوقف نحو قوله تعالى: (وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللهِ لاَ تُحْصُوهَا) .
والتاء الأصلية نحو: بيت وأبيات وتقول رأيت أبياتك لأنها أصلية كما تقول رأيت أخوالك لأنها بمنزلة اللام من الأخوال، والدال من الأوتاد وكذلك التاء في صلت وأصليت، وكذلك في وقت وأوقات تقول علمت أوقاتك لأن التاء أصلية والتاء الزائدة في الواحد نحو: عنكبوت ورحموت ورهبوت لأنك تقول عنكباء ورحم ورهب فتشف منه ما تذهب فيه الزيادة؛ وهذه التاء هي حرف الإعراب تجري مجرى الحرف الأصلي في تعاقب حركات الإعراب عليها.
وتاء العوض نحو: تاء بنت وأخت جعلت عوضا من المحذوف وبنيتا بناء جذع وقفل فإذا جمعت حذفتها وجئت بتاء الجمع فجرى مجرى تاء مسلمات ونحوه؛ فكل تاء زيدت في الواحد فقياسها أن تجري مجرى الدال من زيد في التصرف بوجوه الإعراب إلا أن يكون لا ينصرف فيكون حكمها حكم عثمان في أنه لا ينصرف.
فأما الجمع فكل تاء زيدت فيه مع الألف على طريق جمع السلامة فالتاء فيه بالنصب والجر على صورة واحدة كما يكون المذكور في جمع السلامة نحو رأيت المسلمين ومررت بالمسلمين.
فأما جمع التكسير فيختلف فيه نحو بستان وبساتين تكون النون حرف الأعراب لأنه جمع تكسير وكذلك وقت وأوقات وبيت وأبيات فالتاء فيه حرف الإعراب لأنه جمع تكسير فهذا في الأصل والزائد سواء إذا كان على جمع التكسير نحو رأيت قضاتك وأكرمت جماعتك وغزاتك وما أشبه ذلك لأنه جمع تكسير وتاء البدل مثل: ست أصلها سدس يدلك عليه الجمع أسداس وإنما قلبت تاء لأنها من مخرجها تقلب منها السين لمقاربتها ثم تدغم التاء الأولى في الأخرى فتصير ست والتاء الملحقة نحو: عفريت وزنه فعليت مأخوذ من العفر وهو ملحق بشمليل وقنديل.
وجوه ما
وما ولها عشرة أوجه خمسة منها أسماء وخمسة أحرف فالخمسة الأول: