نام کتاب : من تاريخ النحو العربي نویسنده : الأفغاني، سعيد جلد : 1 صفحه : 12
نفسي له بها, فإذا لحن انصرفت نفسي عنها"[1] وكان يرى اللحن في الكلام أقبح من التفتيق في الثوب النفيس[2].
والحجاج على أنه من الخطباء الأبيناء البلغاء, كان في طبعه تقزز من اللحن أن يقع منه أو من غيره، فإذا وقع منه حرص على ستره وإبعاد من اطلع عليه منه، ذكروا أنه سأل يحيى بن يعمر الليثي: "أتسمعني ألحن على المنبر؟ " فقال يحيى: "الأمير أفصح الناس إلا أنه لم يكن يروي الشعر" قال: "أتسمعني ألحن حرفا؟ " قال: "نعم، في آي القرآن" قال: "فذاك أشنع؛ وما هو؟ " قال تقول:
{قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ... } [3] تقرؤها "أحبُّ" بالرفع، فأنف الحجاج أن يطلع له رجل على لحن, فبعث به إلى خراسان[4]. وكان الحجاح يعجب بفصاحة يحيى هذا فسأله يوما: "أخبرني عن عنبسة بن سعيد: أيلحن؟ " قال: "كثيرا" قال: "أفأنا ألحن؟ " قال: "لحنا خفيفا" قال: "كيف ذلك؟ " قال: تجعل "أن, إن" و"إن, أن" ونحو ذلك. قال: "لا تساكني ببلد، اخرج"[4], وكان الرجل إذا أراد أن يفلت من عمل [1] من رسالة للجاحظ في صناعة القواد، ص260 "رسائل الجاحظ" جمع السندوبي. [2] عيون الأخبار 2/ 158, ومن قول ابنه مسلمة: "اللحن في الكلام أقبح من الجدري في الوجه". [3] سورة التوبة 9/ 24. [4] تهذيب تاريخ دمشق لابن عساكر 4/ 65 "روضة الشام 1332هـ" وطبقات النحويين واللغويين ص5.
ذكر ابن قتيبة: أن الحجاج أمَّ قوما فقرأ {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا} وقرأ في آخرها: =
نام کتاب : من تاريخ النحو العربي نویسنده : الأفغاني، سعيد جلد : 1 صفحه : 12