نام کتاب : من تاريخ النحو العربي نویسنده : الأفغاني، سعيد جلد : 1 صفحه : 127
واعلم أن لكل حرف من هذه الحروف موضعا تكثر فيه زيادته، وموضعا تقل فيه، وربما اختص الحرف بالموضع لا يوجد زائدا إلا فيه. فاعرف تلك الأماكن بما أذكره لك، وليكن الحكم على الأكثر لا على الأقل.
فأما الألف والياء والواو فالحكم عليهن أنهن متى كانت واحدة منهن مع ثلاثة أحرف أصول فصاعدا -ولم يكن هناك تكرير- فلا تكون إلا زائدة، عرفت الاشتقاق أو لم تعرفه؛ فإن عرفته كان على ما ذكرنا لا محالة، وإن لم تعرفه حملت ما جهل من أمره على ما علم.
من ذلك: "كوثر" الواو فيه زائدة؛ لأن معك ثلاثة أحرف أصول لا يشك فيها, وهي: الكاف والثاء والراء، فالواو زائدة؛ هذا طريق القياس.
فأما طريق الاشتقاق فكذلك أيضا، ألا تراه من معنى الكثرة، يقال: "رجل كوثر" إذا كان كثير العطاء، قال الشاعر:
وأنت كثير يابن مروان طيب ... وكان أبوك ابن العقائل كوثرا1
وكذلك الياء في "كثير"، والألف في "كاثر"، الحكم فيها ثلاثتها واحد، قال الأعشى:
1 نسب البيت للكميت. عقيلة كل شيء: خياره، العقائل: كرائم النساء.
نام کتاب : من تاريخ النحو العربي نویسنده : الأفغاني، سعيد جلد : 1 صفحه : 127