وعاذلة جاءت بلوم كأنه ... نعاب غراب للفؤاد عذابيري
ولست بسال لو أطلت ملامتي ... فكفى عن الإسفاف والمنطق الهجر
وكيف سلوى بعد ما شاب مفرقي ... وأنفقت في حبي لها زهرة العمر
ألم تعلمي أن الملام وأن غدا ... عديما من الجدوى فبالحب قد يغرى
وطفت بلاد الله شرقاً ومغرباً ... على قدمي طورا وطورا على مهر
وأنضيت بعرانا وحلقت في السما ... على جائبات الجو كالنجم إذ يسرى
وطورا على فلك عظيم كأنه ... ثبير يروع الحوت في لجة البحر
حليف اغتراب في ثواء ورحلة ... وإن كنت في أهل كثير ذوي وفر
(وما غربة الإنسان من شقة النوى ... ولكنه) في الدين والخلق والبر
إلى الله أشكو غربة الدين والهدى ... وطغيان أهل الكفر والفسق والغدر
وأرعن غمر جاء يرعد مبرقا ... يحرق أنيابا من الغيظ والكبر
فقلت له شؤشؤ لك الويل إنما ... وعيدك تطنان الذباب على النهر
وليس يضير النهر صوت ذبابة ... ومهما دنت تردى وتهوى إلى القعر
أتوعد سنات الرسول بمحوها ... تعرضت للتدمير ويلك والثبر
ومن يقل سنات الرسول فإنه ... يعذب في الدنيا وفي فتنة القبر
ويسأله فيه نكير ومنكر ... وما من جواب عنده غير لا أدري
وذي سنة الجبار في كل من غدا ... يحارب دين الله في السر والجهر
ألم تدر أن الله ناصر دينه ... وموقع أهل البغي في دارة الخسر
وكم قد سعى ساع لإطفاء نوره ... بكيد فرد الله كيده في النحر
وتنصر إشراكا وفسقا وبدعة ... وناصر هذي خاسر أبد الدهر
دعا المصطفى قدما عليه بلعنة ... ومن يلعن المختار فهو إلى شر
وتلعنه الأملاك من فوق سبعة ... كذلك أهل الارض في السهل والوعر
تحدد للوعاظ ما يدرسونه ... وأنت يمين الله أجهل من حمر