responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار البلاغة نویسنده : الجرجاني، عبد القاهر    جلد : 1  صفحه : 173
نسبتهما منهما، وتحقُّقهما بهما، قد أعطَتَاهما لُطْفَ الغَرابة، ونفضتا عليهما صِبْغ الحُسن، وكَستَاهما رَوْعةَ الإعجاب، فتجدُ المقدَّر الذي لا يباشرُ الوجود، نحو قوله:
أعلامُ ياقوتٍ نُشرْ ... نَ على رِمَاحٍ من زَبَرْجَدْ
وكقوله في النيلوفر:
كُلُّنا باسطُ اليدِ ... نحو نَيْلَوْفَرٍ نَدِي
كَدَبَابيس عَسْجَدٍ ... قُضْبُها من زَبَرْجَدِ
قد اجتمع فيه العبرتان جميعاً، وتجد العبرة الثانية قد أتت فيه على غاية القوة، لأنه لا مزيد في بُعد الشيء عن العيون على أن يكون وُجوده ممتنعاً أصلاً حتى لا يُتصوَّر إلا في الوهم، وإذا تركت هذا القسم ونظرْت إلى القسم الثاني الذي يدخل في الوجود نحو قوله:
دُرَرٌ نُثرن على بِسَاط أزرقِ
وجدت العبرة الثانية لا تقوى فيه تلك القوة، لأنه إذا كان مما يُعلَم أنه يوجد ويُعهَد بحالٍ وإن كان لا يتّسع بل يندُر ويِقلّ فقد دنا من الوقوع في الفكرِ والتعرُّض للذكرِ دُنوّاً لا يدنوه الأول الذي لا يُطمَع أن يدخل تحت الرؤية للزومه العدم، وامتناعه أن يجوز عليه إلاّ التوهُّمَ، ولا جَرَمَ، لمَّا كان الأمر

نام کتاب : أسرار البلاغة نویسنده : الجرجاني، عبد القاهر    جلد : 1  صفحه : 173
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست