responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار البلاغة نویسنده : الجرجاني، عبد القاهر    جلد : 1  صفحه : 183
فمما جاء في التشبيه معقوداً على تجريد هيئة الحركة، ثم لَطُفَ وغَرُبَ لما فيه من التفصيل والتركيب، قولُ الأعشى يصف السفينةَ في البحر وتقَاذُفَ الأمواج بها:
تَقِصُ السفينُ بجانبَيه كما ... يَنْزُو الرُّبَاحُ خَلا لَهُ كَرَعُ
الرُّبَاح الفصيل، وقيل القِرد، والكَرَعُ ماء السماء، شبَّه السفينة في انحدارها وارتفاعها بحركات الفَصِيل في نَزْوه، وذلك أن الفصيل إذا نَزَا، ولا سيما في الماء، وحين يعتريه ما يعتري المُهْرَ ونحوه من الحيوانات التي هي في أوّل النَّشْء، كانت له حركات متفاوتة تصيرُ لها أعضاؤه في جهات مختلفة، ويكون هناك تسفُّلٌ وتصعُّدٌ على غير ترتيب، وبحيث تكاد تدخل إحدى الحركتين في الأخرى، فلا يتبيّنه الطرْفٍُ مرتفعاً حتى يراه منحطّاً متسفِّلاً، ويَهْوِي مرّةً نحو الرأس ومرّةً نحو الذنب، وذلك أشبهُ شيء بحال السَّفِينةِ وهيئةِ حركاتها حين يتدافعها الموجُ، ونظيرهُ قولُ الآخر، يصف الفصيل وهو يثِبُ على الناقة ويعلوها ويُلقي نفسه عليها، لأنّها قد بركت فلا يتمكن من أن يرتضع، فهو يفعل ذلك لِتَثُور الناقة:
يقتاعُها كلُّ فَصِيلٍ مُكْرَمِ ... كالحَبشِيِّ يرتقي في السُلَّمِ
يقتاعها يفتعل من قولهم: قاع البعير الناقة، إذا ضربَها، يَقُوعها

نام کتاب : أسرار البلاغة نویسنده : الجرجاني، عبد القاهر    جلد : 1  صفحه : 183
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست