نام کتاب : الأدب الجاهلي في آثار الدارسين قديما وحديثا نویسنده : عفيف عبد الرحمن جلد : 1 صفحه : 242
الشخصية[1]. وينطلق الباحث من مبدأ أن أنماط الإنتاج هي الحوامل الاجتماعية, وأن درجة تطور مجتمع ما تتحدد بأنماطه الإنتاجية بالدرجة الأولى، لذا فهو يشدد على الطابع التاريخي والطابع الاجتماعي.
ولكن الباحث يؤكد كثيرًا ويكرر على أن المجتمع الجاهلي هو مجتمع أدنى من الحضارة المتطورة، وهو مجتمع انبثق عن البدائية, وراح يندرج في التاريخ سعيًا وراء تجاوز ذاته. والجاهلية ومن جهة نظره قطرة ضوء ممتازة, تنكشف فيها بدايات الوعي المتحضر والمتجاوز للمرحلة الوحشية من مراحل التطور البشري بأشواط مديدة، ومن جهة أخرى حضارية وتاريخية، فالجاهلية حجر الأساس في صرح الثقافة والحضارة العربيتين[2].
وفي "مقدمة الشعر الجاهلي"[3] في دراسته الأولى يقرر الحقائق التالية:
1- إن أول انطباع تخلفه القصيدة الجاهلية على صفحة الوعي هو أنّ جدلية الذات - الصحراء, هي العلاقة الأولى التي تؤطر مجمل العلاقات, وتصنع القيم الاجتماعية والأدبية. والصحراء سمة تحايث الذات وتلازمها؛ بحيث تمتزج وإياها في وحدة عضوية لا فكاك لأواصرها، إذ الترامي الصحراوي مسئول عن الانفلات والحرية[4].
2- إن العنصر الطلل هو توليف اندغامي للحظات الثلاث: التهدم الحضاري والقمع الجنسي وقحل الطبيعة، وهو ترجمة لا شعورية للرغبة في الخلاص من ظرف حضاري متهدم, والتحول إلى مرحلة حضارية أرقى[5].
3- إن القصيدة الجاهلية برمتها تنطوي على العنصر الطللي بحيث يسعنا القول بأن "الضمير التعيس" وهو المضمون الأساسي للوقوف على الأطلال يباطن القصيدة الجاهلية على كافة امتداداتها وأصدائها، ويسكن معظم جزئياتها وعناصرها[6]. [1] مقالات في الشعر الجاهلي 11. [2] نفسه ص17. [3] نفسه ص15-80. [4] نفسه 18. [5] نفسه 19. [6] نفسه 20.
نام کتاب : الأدب الجاهلي في آثار الدارسين قديما وحديثا نویسنده : عفيف عبد الرحمن جلد : 1 صفحه : 242