نام کتاب : الأدب الجاهلي في آثار الدارسين قديما وحديثا نویسنده : عفيف عبد الرحمن جلد : 1 صفحه : 245
هذه الصور من الشاعرية في الكثير من الحالات، ومواضعة أكثر من أن تحصى[1], ويحدد أسباب في هذا الخواء في: مباشرة الحسّية، وتقديمه الموضوعات كحضور مرئي، بحيث تغدو القصيدة سيالة وقائع متلاحقة، تقرن البسيط إلى المعقد، وتلحمهما في نسيج واحد.
ومن الأسباب كذلك النزعة الخبرية والوصفية, واللتان تثقلان العقل البدائي, فهو يتوخَّى الدقة في وصف الأشياء؛ لأنه يدرك الجزئيات قبل الكليات، أي: هو قليل القدرة على التعميم والتجريد[2].
16- الذي أوجد واقعية الشعر الجاهلي وصدقه في الانفعال هو أن الوقائع الخارجية كثيرًا ما تظهر وكأنها امتداد لذات الشاعر، أي: إنه كثيرًا ما يلون الأشياء بروحه وأعصابه، وبذلك يحول العالم المثالي، أو عالم الروح والأعصاب، أن يتشخص في الموجودات الموضوعية، وأن ينشكف بها، أو من خلالها[3].
17- إن جوهر وهن الشعر الجاهلي لا يتمثَّل في حسية صوره، وعيانية مضامينه، وتقنياته التعبيرية المباشرة، ولكن هذا الجوهر كامِن في كونه يقدِّم مشاهده الواقعية تقديمًا وصفيًّا يعترف بموضوعية الحقيقة الزمانية[4].
18- يشعر المرء أن القصية الجاهلية بينة موسيقة متناسقة ومتكاملة، وصورة إيقاعية تعين القارئ على ترتيب وعيه لمحتوياتها, وأهم خصيصة لموسيقى القصيدة الجاهلية هي أنها ذات جلجلة تتناسب مع جلجلة الحرب. إنها موسيقى القوة اللازمة للجاهلي, التي تلائم موضوعات الاعتزاز والتحمس[5]، وكأنما الشاعر يعوّض عن تفكك أجزاء القصيدة بهذه الكلية الموسيقية التي تلمُّ شتاتها في وحدة عضوية.
19- ليست الأنثروبولوجيا العربية، أو المتفرعة عن الدراسات الجاهلية، معنية بالأسطورة فحسب، بل هي تطوي في دائرتها مسائل اجتماعية واقتصادية [1] مقالات في الشعر الجاهلي 62. [2] نفسه 63. [3] نفسه 67-86. [4] نفسه 69. [5] نفسه 73.
نام کتاب : الأدب الجاهلي في آثار الدارسين قديما وحديثا نویسنده : عفيف عبد الرحمن جلد : 1 صفحه : 245