نام کتاب : الازدهار في ما عقده الشعراء من الأحاديث والآثار نویسنده : السيوطي، جلال الدين جلد : 1 صفحه : 14
ودينُنا عادَ غريباً كما ... بدا كذا أخرج مسلمُ
وقال عبد العزيز الآمدي:
إنَّ الذي في وجههِ جنَّةٌ ... حُفَّتْ بمكروهٍ عن العذلِ
مقلته في وسط قلبي غدتْ ... أرملةً تأكل بالغزلِ
وقال بعضهم:
ربما خير للفتى ... وهو للخير كاره
وأتاه السُّرور مِن ... حيثُ تأتي المكاره
وقال بعضهم:
يا ماسخَ الدّين والدُّنيا بسيرتهِ ... ومهملَ الفضل والإحسان والجودِ
قد ضاق ظاهر هذا الأمر منك وما ... في باطن الأرض ميت غير محسود
خفض عليك فكلُّ النَّاسِ قد يَئسوا ... من خضرة العيش في أيَّامك السود
وقال بعضهم:
يا سيِّدي عندك لي مظلمه ... فاستفتِ فيها ابنَ أبي خيثمهْ
فإنه يذكرُ عن جدّه ... قال روى الضحاك عن عكرمهْ
عن ابنِ عبَّاسٍ عن المصطفى ... نبيّنا المبعوث بالمرحمهْ
أنَّ صدود الخلّ عن خلِّه ... فوقَ ثلاثٍ ربُّنا حرَّمهْ
وأنت من شهرٍ لنا هاجرٌ ... أسرفْتَ في الهجرانِ فينا فمهْ
وقال أحمد بن عبد الله الكتبي، كتبه عنه الحافظ تقي الدين بن رافع:
الرَّاحمون لمن في الأرضِ يرحمهم ... مَنْ في السَّماءِ فباعدْ عنكَ وسواسا
وقلْ أعوذُ بربِّ النَّاس منك إذا ... لا يرحم الله مَن لا يرحم النَّاسا
وقال الحافظ أبو طاهر السلفي:
من اعتدى والقليل يقنعه ... عاش عزيزاً ما بين رفقتهِ
وكنْ بما قد رُزقت مقتنعاً ... وحزت ركن العلى برمَّتهِ
وقال صاحبنا الشهاب المنصوري:
إنْ كنتَ تطمعُ في العلياءِ تخطبها ... وتبتغي منزلَ التَّكريم تسكنهُ
لا تُخْلِ نفسكَ من علمٍ تسود بهِ ... فقدرُ علمِ امرئٍ ما كانَ يُحسنهُ
وقال بعضهم:
لا تلتمس من مساوي النَّاس ما ستروا ... فيهتكَ اللهُ ستراً من مساويكا
اذكر محاسن ما فيهم إذا ذُكروا ... ولا تعبِ أحداً منهم بما فيكا
وأخرج الشيرازي في الألقاب، والخطيب وابن عساكر والأبرقوهي في معجمه، والسلفي في الطيوريات، عن ابن عائشة قال: اجتمعتْ يوماً جماعة من أصحاب الحديث على باب عبد الواحد بن زياد ومعنا الحسن بن هانئ، فخرج الشيخ وجلس ثم التفت إلينا فقال: ليختر كل واحد منكم عشرة أحاديث، فجعلنا نختار، فنظر إلى أبي نواس فإذا هو لا يختار شيئاً، فقال: يا فتى، مالك لا تختار شيئاً؟ فأنشأ أبو نواس يقول:
ولقدْ كنَّا رويْنا ... عن سعيدٍ عن قتادَهْ
عن سعيد بن المسيَّب ... أنَّ سعدَ بن عبادَهْ
وعن الشَّعبيِّ والشَّع ... بيُّ شيخٌ ذو جِلادَهْ
وعن الأخبار يحكيه ... وعن أهل الوفادَهْ
أنَّ من ماتَ مُحبّاً ... فله أجر الشَّهادَهْ
فقال له عبد الواحد: أغرب يا خبيث، فوالله لا حدثتك ولا حدثت أحداً اليوم لمكانك، فبلغ ذلك مالك بن أنس، فقال: عراقي غث ليس له تمام نسك ولا كمال طبع، فهلا حدّث مثله ليُثاب فيه مرتين، لحريٌّ أن يُصلح الله منه ما فسد بعد.
وقال بعضهم:
إنَّ خير الذّكر تسبي ... حٌ وتكبيرٌ وحمدُ
ذاك ذكر يمحى عن ... كَ به خَطء وعمدُ
فهو صلح وهو ربحٌ ... وهو نجحٌ وهو سعدُ
ودليل القول منِّي ... ما رواهُ لك سعدُ
وبه ينجز من ربّ ... ك في الجنَّاتِ وعدُ
فله الحمد على الإن ... عام من قبلُ وبعدُ
وقال بعضهم:
وقُم بالنُّصح إنَّ النُّصحَ دِينٌ ... بهِ تُجزى الجزيلَ منَ العطاءِ
فقد أوصى النَّبيُّ به ثلاثاً ... فقدِّمْه لدى كشفِ الغطاءِ
وقال بعضهم:
متى صدق العبدُ الإلهَ رأى لهُ ... منَ الضِّيق والضّنكِ الأليمين مخرجا
كأصحابِ هذا الغار أصبحَ منهم ... أخو الأيد ممَّا قد تغشَّاه مخرجا
وقال اصدقوا ربّ السَّماء فصدقُكم ... يعودُ بكم من ضيق ذا السّجن مخرجا
فنادَوا بأسرارٍ لها الصّدق شاهد ... فراحوا فراحاً بالسَّلامة والنجا
وقال بعضهم:
لا تقفْ يا ذا مع الصّور ... في مجال الطّرف والبصَرِ
كم أخو طِمْرٍ له شرف ... قد علا فيهِ على الحِبَرِ
نام کتاب : الازدهار في ما عقده الشعراء من الأحاديث والآثار نویسنده : السيوطي، جلال الدين جلد : 1 صفحه : 14