نام کتاب : الأزمنة والأمكنة نویسنده : المرزوقي جلد : 1 صفحه : 129
سمّوه صيفا لأنّ المياه عندهم تغل فيه والكلأ يهيج، وقد يسمّيه بعضهم الرّبيع الثّاني، ثم يكون بعد فصل الصّيف فصل القيظ، وهو الذي يسمّيه النّاس الصّيف فأوّل وقت الرّبيع الأول عندهم وهو الخريف ثلاثة أيام تخلو من أيلول. وأول الشّتاء عندهم ثلاثة أيام تخلو من كانون الأوّل، وأوّل الصّيف عندهم وهو الرّبيع الثّاني خمسة أيام من آذار، وأوّل القيظ عندهم أربعة أيام تخلو من حزيران. والخريف المطر الذي يأتي في آخر القيظ ولا يكادون يجعلونه اسما للزّمان.
وقال عدي بن زيد فجعله اسما للزّمان في خريف:
سقاه نوء من الدّلو تدلّى ... ولم يولّيني العراقي
وسماه خريفا، لاختراف الثمار فيه والحطيئة ممن يجعله المطر وذكر امرأة فقال:
وتبدو مصاب الخريف الجيالا. يريد أنّها تنقل إلى البدو لمصاب هذه المطرة، فهذه حدود الأزمنة عندهم، ثم يجعلون لكل زمان صميما يخلص فيه طبعه فيذكرون منه شهرين ويدعون شهرا لأنّ نصف شهر من أوله مقارب لطبع الزّمان الذي قبله، ونصف شهر من آخره مقارب لطبع الزّمان الذي بعده، فالخالص منه شهران فيسمّون شهريّ الشّتاء بالخالص شهري قماح قال الهذلي:
فتى ما ابن الأغر إذا شتونا ... وحبّ الزّاد في شهري قماح
وسميا بذلك لأن الإبل فيهما ترفع رؤوسها عن الماء لشدة برده والإبل القماح هي التي ترفع رؤوسها. وقال بشر يصف سفينة:
ونحن على جوانبها قعود ... نغضّ الطّرف كالإبل القماح
والإبل إذا رفعت رؤوسها عن الماء غضّت أبصارها، ويدعون هذين الشّهرين ملحان وشيبان لبياض الأرض بالصّقيع والجليد. وقال الكميت:
إذا أمست الآفاق حمرا جلودها ... لملحان أو شيبان واليوم أشهب
فهذان شهر الشّتاء فشيبان من الشّيب وملحان من الملحة وهي البياض وقيل كبش أملح منه.
وقال قطرب: يقال لجمادى الأولى والآخرة شيبان وملحان من أجل بياض الثّلج، قال: وقولهم مات الجندب وقرب الأشيب أي الثّلج، ويسمّون شهري القيظ اللّذين يخلص فيهما حره شهري ناجر وسمّيا بذلك لأنّ الإبل تشرب فلا تكاد تروى لشدّة الحر، والنّجر والبغر متقاربان وهو أن يشرب فلا يروى من الماء يقال نجر من الماء إذا امتلأ منه فكظمه،
نام کتاب : الأزمنة والأمكنة نویسنده : المرزوقي جلد : 1 صفحه : 129