نام کتاب : الأزمنة والأمكنة نویسنده : المرزوقي جلد : 1 صفحه : 161
وهذا كما حكوا عن الحرم أنه إذا أصاب المطر الباب الذي من شقّ العراق كان الخصب في تلك السّنة بالعراق، وإذا أصاب شقّ الشّام كان الخصب والمطر في تلك السّنة بالشّام، وإذا عمّ جوانب البيت كان المطر والخصب عاما في البلدان.
واعلم أنّه كما أنّ لكلّ نجم نوء فله بارح أيضا وهي البوارح وهي الرّياح. والعرب تقول: فعلنا كذا أيام البوارح، وهي رياح النّجم- والدّبران- والجوزاء- والشّعرى- والعقرب- وأنشد الأصمعيّ:
أيا بارح الجوزاء مالك لا ترى ... عيالك قد أمسوا مراميك جوّعا
وقال آخر شعرا:
أيذهب بارح الجوزاء عنّي ... ولم أذعر هوامك بالسّنار
وقال آخر شعرا:
أيا بارح الجوزاء مالك لا تجي ... وقد فني مال الشّيخ غير قعود
وأحبّوا أن تهبّ رياح الجوزاء حتى إذا طردوا إبلا وسرقوها عفت الرّياح آثارها وآثارهم، فأمنوا أن يقتفى أثرهم، واسم ما يحدث من ريح أو حر بارح على التّشبيه بالبارح من الوحش، لأنه قد يطلع مما يلي شمال النّاظر، ويأخذ على يمينه كالوحش.
وقال أبو حنيفة: زعم قوم لا معرفة لهم باللغة، أنّ البارح ضدّ النوء، وأنّه طلوع الرّقيب فيقولون: برح الكوكب: إذا طلع، قالوا وذلك لأنه ييامن البيت الحرام إذا طلع ويياسره إذا غرب، وإن قال: خذ من يمينك إلى يسارك فهو بارح. والذي قالوه ليس بمدفوع، لكنا لم نجد العلماء يعرفون ما قالوه في الكوكب، ولا رووا ذلك عن العرب، قال أبو زيد: البارح: الشّمال الحارة يكون في الصّيف. وقال الفرّاء: البوارح: الرّياح الصّيفية، وسمّيت بذلك لأنّها هي السّموم التي تأتي من الشّمال، وأنشد لذي الرّمّة شعرا:
تلوث على معارفنا ونرمي ... محاجرنا شآمية سموم
وقال أبو عمرو: وهي ريح السّموم، وقال يزيد بن القحيف: البارح: شدّة الرّيح في الحرّ، وقال مرار في صحة ما قالوا شعرا:
تراها تدور لغيرانها ... ويهمجها بارح ذو عما
يهمجها: يرمي بها في كنسها، وهي غيرانها، وجعلها ذا عماء لعرئه والعماء أصله في السّحاب، وقال الأخطل شعرا:
نام کتاب : الأزمنة والأمكنة نویسنده : المرزوقي جلد : 1 صفحه : 161