responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأزمنة والأمكنة نویسنده : المرزوقي    جلد : 1  صفحه : 182
ولقد جنيتك أكمؤا وعاقلا ... ولقد نهيتك عن بنات الأوبر
فأدخل الألف واللّام على الأوبر وهو معرفة، لأنه لم يعتد بهما، أو يكون أجراه مجرى الخازباز وخمسة عشر وأخواته في العدد، لأنّ الألف واللّام لا يزيلان بناءهما ولا يردانهما إلى أصلهما، والأول أجود وأكثر نظيرا في الوجود. قال قطرب: وإذا جمعت أمس في القياس قلت: ثلاثة آماس، لأنه مثل فرخ وأفراخ، وفلس وأفلاس، وقال الرّاجز شعرا:
مرّت بنا أوّل من أموس ... تميس فيه مشية العروس
فجمعه على فعول مثل فروخ وفلوس، وقال بعض الأعراب:
مرّت بنا أول من أمسيه ... تجرّ في محفلها الرّجليه
فبنى أمس انتهت الحكاية. قال الشّيخ: الياء في أمسيه لبيان الحركة، وكذلك في الرّجليه، وكأنه أراد أوّل من أوّل من أمس فثنى أمس بدلا من تكرير أول، وهذا كما قال أبو العباس فيما حكى عن الحجاج أنه كان يقول: يا حرسي اضربا عنقه. والمراد: اضرب اضرب فأتى بدل التّكرير بلفظ التثنية، فأما أوّل من قولك أول من أمس فهو صفة كان المراد به يوما أوّل من أمس، وقالوا: بعد غد، ولم يقولوا: قبل أمس، فكان أول بدل قبل، وبعد غد في موضع الصّفة أيضا.
قال قطرب: فإن أضفته فإنّ بعضهم يجرّه كحاله قبل أن تضيف، كما كأن ذلك في الألف واللّام. قال الشيخ: الوجه في أمس إذا أضيف أن يعرب ويصرف كما قلناه في الألف واللّام، فأما من بناه مع الإضافة فإنّه شبهه بخازباز وخمسة عشر وأخواته، لأنها بنيت، وإن أضيفت، ورجوع أمس في التّنكير إلى أصله هو الّذي يدل على مخالفته لباب خازباز وخمسة عشر وأخواته. وقد قال قطرب في أمس: إذا جعلته نكرة فإنه يجري فيه الإعراب وكل ما يرده التنكير إلى أصله تردّه الإضافة والألف واللّام إلى أصله، وخمسة عشر وأخواته بنيت نكرات، وإن كان كذلك كان الضّعف والبعد في بناء أمس عند الإضافة ومع الألف واللام ظاهرين فاعلمه، وتقول: آتيك غدا أو شيّعه، وآتيك الجمعة أو شيّعه والمراد اليوم الذي يليه. قال عمر بن أبي ربيعة شعرا:
قال الحبيب غدا يفرّقنا ... أو شيعه أفلا تودّعنا؟!
فكان هذا من الاتباع، وفي الحديث: شاعه أبو بكر أي اتّبعه، فيقال على هذا النّبي صلى الله عليه وسلم وشيّعه، أي مصدّقه وصاحبه ومن هذا الشّيعة.
وقال ابن الأعرابي: يقع الشيعة على كل من أحبّ وصدّق وحضّ على الاتباع أو حرّض تأخر عن المتبوع أو تقدم عليه. ألا ترى قوله تعالى: وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ
[سورة الصّافات، الآية: 83] يعني من شيعة محمد صلى الله عليه وسلم فأما قوله:

نام کتاب : الأزمنة والأمكنة نویسنده : المرزوقي    جلد : 1  صفحه : 182
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست