نام کتاب : الأزمنة والأمكنة نویسنده : المرزوقي جلد : 1 صفحه : 217
لأنّه أريد المنية. قلت: المنون ويراد به الدّهر يشبه أسماء الأجناس ولذلك لا يجمع، وكما لم يجمع لم يؤنّث أيضا، وإذا أريد به المنيّة أشبه اسم الفاعل فأجري مجراه في التأنيث به لمعناه، ويقال: ما فعلته قط.
قال ابن السّكيت: فيه ثلاث (لغات: قطّ بالفتح والتّشديد وضم القاف والتّشديد وفتح القاف وتخفيف الطّاء إذا كان بمعنى الدّهر. وإذا كان بمعنى حسب فهي مفتوحة ساكنة وأصله من قططت أي: قطعت والمعنى ما فعلته قطع دهري كلّه، وأبدا في المستقبل: بمعنى قط في الماضي. ويقال: لا أفعل كذا ما سمّي ابنا سمير، يعني اللّيل والنّهار، ولا أفعله ما سمر السّمير، وهم النّاس يسمرون باللّيل وما اختلف ابنا سمير، ولا أفعله السّمر والقمر أي أبدا. وحكي: جاء بالسّمر والقمر أبو سعيد وقال: معناه بالنّور والظّلمة، كما يقال: جاء بالضّيح والرّيح، ويقال: السّمير الدّهر، وابناه اللّيل والنهار. وقيل: الغدوة والعشي. وقيل في السّمر: إنّه ظلّ القمر فضم النّهار إلى اللّيل. وقيل: السّمر الظلمة والمقيم فيه سامر.
ومنه السّامرة والسمر: حديث القوم باللّيل.
وقالوا: لا أفعله حرى وحارى دهر وحيرى دهر، بتسكين الياء. والمعنى ما حار الدّهر: أي رجع، ويجوز أن يكون من حار الدّهر يحير: أي أقام، ويقال: حيروا بهذا الموضع، أي أقيموا. قال بعضهم: ومنه سمّيت الحياة. وحكي حير الدّهر جمع حيرى، كما قيل: زنجي وزنج، وعربي وعرب.
ويقال: لا آتيك سجيس عجيس، أي الدّهر، قد يصرف فيقال: عجيس أي الدّهر، فقوله: عجيس يجوز أن يكون من عجسه أي قبضه وحبسه، ومنه معجس القوس أي مقبضه، وعجاساء اللّيل: ظلمته، لأنّها تحبس النّاس ويكون المعنى ما بقي الدّهر وحبس على أهله. ويجوز أن يكون من عجس اللّيل وعجيسه أي آخره، ومنه تعجس عن القتال وعجس: أي تأخّر فيكون المعنى: آخر الدّهر. وسجيس فعيل ويفيد الامتداد على حاله، وسج وسجسج وسجس في طريق. وفي الحديث: «نهار أهل الجنة سجسج» أي معتدل متّصل لا آفة فيه. وقال الأعشى:
قيس سجسج ساب إذا هبطت ... به السّهل وفي الحزن مرجلا عجلا
قال أبو عبيدة: السّجسج: اللّين المروّض، والسّاب من الأرض مسائل صغار، وكذلك السّيب، وروى أبو عمرو الشّيباني سجسا مسجا: إذا هبطت، وقال: السّجس السلس المنقاد لا يتغيّر، والمعنى: أنّ هذا البعير إذا سار في السّهل امتدّ في السّير على حاله وهو في الحزن مرجل، أي رجيل قوي المشي. ويروى مرجما ومرجلا، فعلى هذا جعل
نام کتاب : الأزمنة والأمكنة نویسنده : المرزوقي جلد : 1 صفحه : 217