نام کتاب : الأزمنة والأمكنة نویسنده : المرزوقي جلد : 1 صفحه : 256
معنى رفعت سماؤها: لم يصبها مطر، ومثل لون تربها قول الآخر: كأنّ لون أرضه سماءه، أي لون سمائه للقتام الذي يغشى الجو، قالوا: هذا بطن السّماء، وهذا ظهر السّماء لظهرها الذي تراه. قال تعالى: رَواكِدَ عَلى ظَهْرِهِ
[سورة الشورى، الآية: 33] وقالوا: الظّهر الوجه، وكذلك ظهر النّجوم والسّماء، وقال تعالى: بَطائِنُها مِنْ إِسْتَبْرَقٍ
[سورة الرحمن، الآية: 54] البطائن: هاهنا الظّواهر، وجاء على هذا الضدّ فهو كقولهم: أمر جلل للشديد والهيّن. وقال جندل الطهّوي: يا ربّ رب النّاس في سمائه، فقصرها وأدخل الهاء.
وقال أبو حنيفة: يقال سماء البيت، وسماوته وأنشد لامرىء القيس:
ففئنا إلى بيت بعلياء مردح ... سماوته من الحمى معصب
وقال أبو حنيفة: يجمع السّماوة سماوات، وسماوي: قال: وروي بيت ذي الرّمة مسموعا من العرب:
وأفصم سيّار مع الحيّ لم يدع ... يروع حافات السّماء له صدرا
يعني بالأفصم الحلال الذي تحل به الأعراب مواضع الفتوق في آنيتهم، وجعله أفصم لانكسار فمه من طول اعتماله، ثم يجعل الواو في سماء همزة لمّا وقعت بعد ألف زائدة فقيل سماء، فأما قول أمية: سماء الإله فوق سبع سمائنا فإنه أتى بثلاثة أوجه من الضرورة.
منها أنّ سماء ونحوها يجمع على سمايا كما يجمع مطية على مطايا، فحمله على الصّحيح لا على المعتل، وجمعه على سماي كما يقال: سحابة وسحائب.
والثّاني: أنه حرك التاء في حال الخبر وكان يجب أن يقول: سبع سماء كما يقال جرار.
والثّالث: أنه جمع سماءة على سماي، وكان يجب أن يقول: سماءة، وسماء كما يقال: سمامة وسمام قوله:
فصبحت جابيته صهارجا ... كأنّه جلد السّماء خارجا
فإنه أراد بجلد السّماء الخضرة التي تظهر، فشبّه صفاء الماء بصفائه فهو مثل قوله:
رزقا جمامة والتقدير: كأنّ لون مائه لون جلد السّماء.
ومن أسماء سماء الدّنيا برقع بكسر القاف، وقد جاء في شعر أميّة:
وكأنّ برقع والملائك حولها ... سدر تواكله القوائم أجرد
نام کتاب : الأزمنة والأمكنة نویسنده : المرزوقي جلد : 1 صفحه : 256