نام کتاب : الأزمنة والأمكنة نویسنده : المرزوقي جلد : 1 صفحه : 332
وأنشد:
ومالي لا أغزو للدّهر كرة ... وقد نبحت نحو السّحاب كلابيا
يقول: كنت لا أغزو مخافة العطش على الخيل والأنفس، فما عذري اليوم، وقد كثر المطر، واتّصل العشب وامتلأت الغدران. ولبعضهم:
أغر سماكي كأنّ نشاصه ... قطار يخات أو جبال تقلّع
تلألؤ غوريا كأنّ وميضه ... حريق بجزل في ضرام تشيّع
رأته عيون ممحلات تتابعت ... له سنوات فهو للغيث جوع
ملثّ دنا دون السّحاب سحابة ... من الأرض حتّى كاد بالرّاح يدفع
ويقولون: إذا رأيت السّماء كأنّها بطن أتان قمراء فذلك الجود. قال الهذلي:
يمدّ له جوالب مشعلات ... تخللهن أقمر ذو انغطاط
ويقال: إنّ معقر بن حماد البارقي قال لابنته، وقد سمع صوت رعد: أيّ شيء ترين؟
قالت: أرى سحابة عقاقة كأنّها حولاء، ناقة ذات هيدب دان وسيروان. قال:
وابلي بي إلى جنب قفله فإنّها ... لا تنبت إلّا بمنجاة من السّيل
وإذا كانت السّحاب نمرة فهي كذلك. وقال آخر في المخيلة:
دان مسف فويق الأرض هيدبه ... يكاد يدفعه من قام بالرّاح
فمن بنجوته كمن بعقوته ... والمستكنّ كمن يمشي بقرواح
أي طبق الأرض، فمن كان في الارتفاع كمن هو في الاستواء، ومن كان في ظهر الصّحراء كمن في بطنها، وإذا كان السّحاب أصهب إلى البياض فذاك إمارة الجدب، ويقولون: هو هف أو جلب إذا حمر الأفق. قال:
وسوّدت شمسهم إذا طلعت ... بالجلب هفا كأنه الكثم
وقال الكميت:
إذا أمست الآفاق حمرا جنوبها ... لشيبان «1» أو ملحان «2» واليوم أشهب
وقال الفرزدق يذكر قوما مسافرين:
نام کتاب : الأزمنة والأمكنة نویسنده : المرزوقي جلد : 1 صفحه : 332