نام کتاب : الأزمنة والأمكنة نویسنده : المرزوقي جلد : 1 صفحه : 50
بمستنكر أن تسمى الساعات أطرافا، كما قيل أصيلالة وعشيّات في آخر الأصيل، والعشية.
قال أبو العباس ثعلب أطراف النّهار قيل يعني صلاة الفجر، والظهر، والعصر، وهو وجه أن جعل الظهر، والعصر من طرف النّهار الآخر، ثم يضم الفجر إليهما فيكون أطرافا، وقال أبو العباس المبرد: معناه أطراف ساعات النّهار أي من اللّيل سبّحه وأطعه في أطراف ساعات النّهار (الأناء) الساعات واحدها أنى، ويكون من آنيت- أي أخرّت ومن قول الشّاعر:
وأنيت العشاء إلى سهيل ... أو الشّعرى فطال بي الإناء
وقال العجّاج: طال الإناء، وانتظر النّاس الغير من أمرهم على يديك، والتور طال الإناء وزايل الحق الأشر. وفي القرآن: غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ
فأما قوله تعالى: وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ
[سورة هود، الآية: 114] ، فالزّلف السّاعات ومن أبيات الكتاب:
طيّ اللّيالي زلفا فزلفا ... سماوة الهلال حتّى احقوقفا
والزّلفة واحدة الزّلف، ويقال لفلان عندي زلفة، وزلفى، وهي القربة، وفي القرآن:
وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ*
[سورة الشعراء، الآية: 90] أي قرّبت، وسميت المزدلفة لاقتراب النّاس إلى منى بعد الإفاضة من عرفات، وانتصب سماوة على المفعول من طي اللّيالي، والمعنى أنّ اللّيالي طوت شخص الهلال، ونقصته شيئا شيئا حتى ضمر ودقّ.
قوله تعالى: إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ
[سورة هود، الآية: 114] يجوز أن يريد أنّ الحسنات من أفعال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، والمؤمنين يبطلن سيئات الكفّار والمجرمين، وهذا بشارة من الله للمؤمنين بأنه سيعلي كعبهم، وينفذ كلمتهم كما قال: بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْباطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذا هُوَ زاهِقٌ
[سورة الأنبياء، الآية: 18] ويجوز أن يكون مثل قوله تعالى: إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ
[سورة النساء، الآية: 30] ويكون هذا مثل قوله تعالى: لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ*
[سورة التوبة، الآية: 33] ، وقوله تعالى: ذلِكَ ذِكْرى لِلذَّاكِرِينَ
[سورة هود، الآية: 114] أي أخبرناك بما أخبرنا من ضمان النصّرة، وقمع الباطل، وإعلاء كلمة الحق لكي تتذكر به فيزداد حرصا على الإدخار والإصلاح ولأنك إذا أقررت به والتزمته فتذكرته تيسّر لك المطلوب وقد قال تعالى: إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ
[سورة ق، الآية: 37] يريد أنّ المأمور بهذا، أو الموعوظ إذا قبله حصل لك بذلك ذكر في الذّاكرين، وهذا ترغيب لأنّ ما يبقى به الذّكر ليس كما يلغى وينسى. قال:
فقال له هل تذكرنّ مخبرا ... يدل على غنم ويقصر معملا
نام کتاب : الأزمنة والأمكنة نویسنده : المرزوقي جلد : 1 صفحه : 50